عمرو جمال يروي لـ "اليمن العربي" تجربته السينمائية الأولى مع فيلم "10 أيام قبل الزفة"

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

خلال السنوات الماضية ذاع صيت المخرج، عمرو جمال، في إخراج المسرحيات مع فرقة خليج عدن التي ضمت كوكبة من نجوم الدراما والكوميديا .

وأعتاد قبل الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيا الحوثي الإنقلابية على عدن أواخر مارس 2015م، أن يفاجئ الجمهور في كل عيد أضحى بمسرحيات كوميدية ترسم البسمة على وجه الجمهور، وتزيد من رصيده في مجال الفن .

وفي هذا العيد، فاجئ عمرو جمال، متابعيه بعمل هو الأول في عدن، تمثل في فيم "10 ايام قبل الزفة" الذي حقق نجاحاً كبيراً، وحظي بمتابعة الجمهور منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك وحتى اليوم .

وفي حواره مع (اليمن العربي) تحدث المخرج، عمرو جمال، عن تجربته مع فيلم "10 أيام قبل الزفة" حول مراحل تنفيذ هذا العمل السينمائي إبتداءاً بالتاليف ومروراً بالبحث عن التمويل ومن ثم التصوير والتي أخذت في مجملها 7 أشهر .

فكرة الفيلم جاءت وسط الإحباط :

يقول عمرو "خيم الاحباط على عدن خلال الثلاث السنوات الماضية خاصة بسبب الحرب وتوقف الانتاج الفني في عدن واصبحنا غير قاردين على تقديم المسرح خوفا من الظروف الامنية الصعبة وعدم توفر خشبة مسرح مغلقة وامانة، حيث كنا نعرض في دار سينما مفتوحة السقف خطيرة في ظل الانفلات الامني التي تعيشة المدينة خلال السنوات الثالث الماضية، لذلك توقفنا عن الاعمال المسرحية والمسلسلات التلفزيونية ايضا بعد افلاس القنوات ايضاً" .

واضاف "برغم كل هذه الاحباطات التي وجهتنا جاءت فكرة الفيلم في جلسة بسيطة مع المنتج المنفذ للفيلم محسن الخليفة حيث فكرنا في تجربة عمل سينمائي بسيط رغم تخوفنا من الوضع العام للبلاد، ولكن أصرينا بعد مناقشة كل الامكانيات المتاحة لعمل الفيلم وخوض التجربة باعتبارها ستكون علامة فارقة في حياتنا نساند منها قوتنا بانه سيكون اول فيلم عدني بعد الحرب في ظل الظروف القاسية" .

7 أشهر فترة تنفيذ الفيلم 

واشار جمال إلى أنه تم اعداد الفيلم وتجهيز خلال سبعة اشهر , حيث تم كتابة النص في اربعة اشهر والبحث عن تمويل الذي اخذ شهرين و من ثم تم الاعداد الجيد في عمل البورفات , حيث حصلنا على ميزانية متواضعه استطعنا فيها تنفيذ العمل وتحقيق الحلم الذي تم تصويره خلال شهر كامل" .

لا يوجد رعاة يؤمنون بالفنون :

وأستعرض المخرج عمرو جمال أهم الصعوبات التي واجهت تنفيذ العمل والتي تمثلت في عدم وجود رعاة في اليمن يؤمنون بالفنون واهميته في المجتمع، حيث يجعلك تبحث عنهم بشكل مذل في بعض الحالات .. مستطرداً بقوله "ولكن تم التواصل الى مجموعة من الرعاة الراقيين الذين استطاعوا ان يحققوا معنا الحلم".

وأضاف "ولكن رحلة البحث عن دعم في اليمن تعتبر رحلة مذلة للغاية فيها الكثير من الاستهتار وعدم الايمان في الانتاج المحلي , والخوف من الوضع الامني رغم تجاوب الشارع في اخراج الفيلم وتسهيل عملية التصوير , بالاضافة الى سوء الخدمات من كهرباء ومولدات وعدم توفير ديزل وبعض الادوات والاضاءات التي كانت تتعطل بسبب الكهرباء".

تاثير بسيط :

وبرغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم وإقبال الجمهور على مشاهدته خلال كل أيام العرض، إلا المخرج عمرو جمال يرى ان الفيلم حقق تأثير بسيط في التخفيف من معاناة الشعب في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بشكل عام، حيث ان الفيلم عكس واقع الحياة الصعبة التي يعاني منها المواطن في عدن في ظل المشاكل التي يعاني منها الشعب اليمني بشكل عام .. مشيراً إلى أن الفيلم لا يعتبر الاداة الوحيدة التي تحل كافة المشاكل وتخرج المواطن اليمني من حالتها البائسة، حيث هذا الامر يحتاج الى تفعيل دور الدولة ومنظوماته الخدماتية والتنموية ولكن للاسف حاليا الدولة غير متواجده .

وحول رسالة الفيلم، قال عمرو "ان الرسالة المقدمة في الفيلم تقول بشكل واضح ان وسط الركام يمكن ان يولد الحب والفرح، واننا كمجتمع عدني نستمر في الحياة رغم الظروف الصعبة، وان العلاقات الاجتماعية في الاسرة والحارة والمدينة مازالت مترابطة ببعضها البعض تساهم في تخفيف الالم والمعاناة ومازال الحب كبير وموجود" . 

نجاح كبير وتفاعل جماهيري مقلق :

وحول نجاح الفيلم قال " ان الفيلم حقق نجاح كبير في عدن رغم مخاوفنا في عدم تفاعل الشارع العدني مع الفيلم بسبب الوضع الامني السيئ الذي اقلق الجميع في عدن , وتأثير الحملة القوية التي تمارس بحق عدن من قبل المتشددين الذين يقلقوا امن واستقرار المدينة , حيث نشيد بدور الجمهور الذي تحدا الوضع الامني ونزل لمشاهدة الفيلم رغم الظروف الصعبة لتوصيل رسالتهم للعالم ان رغم الظروف الا اننا مازلنا نحب الحياة ونعشق الفن .. وقد تفأجئنا بالاعداد الهائلة من الجمهور الذي اجبرنا نعرض تسعة عروض بدل ثمانية في صالات العرض من كثرة قبول الجمهور للفيلم وهذا الامر لم يحصل من قبل في تاريخ السينما بعدن  ."

واضاف "ان تفاعل الجمهور كان ايجابي لدرجة مقلقة، وهناك اجماع من الكثير حول جودة الفيلم من خلال مانشاهده في وسائل التواصل الاجتماعي من تعليقات ومقالات كبيرة، وما نسمعه في الشارع العدني، الامر الذي اظهر ان فيلم حقق نجاح واعجاب كبير على المستوى الشعبي في عدن وهذا الشي مخيف يجعلنا نتسأل عن ماهو القادم الذي يجب ان يكون بنفس المستوى" .

يعرض في الداخل والخارج :

وأشار إلى أنه يتمنى ان يعرض الفيلم في المحافظات الاخرى .. مضيفاً أنه حالياً يتابع محافظة حضرموت لعرض الفيلم هناك .

وقال "من الضروري ان يعرض الفيلم في المحافظات الاخرى وفي دول عربية او اجنبية لينقل صور مدينة عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام ومايعانيه من ارهاصات مابعد الحرب وكيف اثر على حياة الشباب من الجانب الاقتصادي والاجتماعي وكيف دمرت الكثير من الاحلام والطموح" . 

ويؤكد المخرج عمرو جمال أنه بعد فيلم 10 ايام قبل الزفة لا يستطيع ان يفكر في شي اخر غير ان يعطي الفيلم حقه ويترجمه ويوصله قدر الامكان بكل جهد الى خارج البلاد ليراه العالم ثم يبدأ بالتفكير في اعداد عمل جديد .