تجاهل جرائم الألغام في اليمن يفقد تقرير الأمم المتحدة مصداقيته (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا وجود لكلمة (ألغام) في سطور تقرير المفوض السامي لحقوق الانسان في اليمن الصادر امس الثلاثاء عن انتهاكات حقوق الانسان في اليمن .


وقد أثار تجاهل التقرير لجرائم الالغام في اليمن، دهشة واستغراب السياسيين والناشطين في مجال حقوق الانسان الذين عبروا عن دهشتهم واستغرابهم من مدى تجاهل التقرير لجرائم زراعة الالغام التي تفتك بالمدنيين .


وتؤكد الوقائع على الأرض ان مليشيا الحوثي الانقلابية هي الجهة الوحيدة التي تقوم بزراعة الألغام العبوات في مختلف الجبهات والطرق والمدن والقرى .


وقد تسببت ألغام الحوثيين في قتل وإعاقة المئات من السكان المدنيين بينهم نساء وأطفال وكبار سن كما لا زالت تهدد أرواح الآلاف في مختلف المحافظات التي شهدت مواجهات .


ويرى مراقبون لـ " اليمن العربي " ان تجاهل تقرير المفوض السامي لحقوق الانسان في اليمن لجرائم الالغام يعد أكبر دليل واضح يفقد التقرير مصداقيته ويقضح مدى انحيازه لمليشيا الحوثي الانقلابية ويشرعن جرائهما وانتهاكاتها لحقوق الانسان في اليمن .

وأضافوا : لو كان هناك طرف آخر إلى جانب الحوثيين يزرع الألغام في اليمن لما تحاشى التقرير ذكر جرائم الالغام وإدانتها، وهذا ما يؤكد بالدليل القاطع انحياز التقرير لمليشيا الحوثي الانقلابية .


الأكثر منذ الحرب العالمية


وفي تصريحات سابقة أكد مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد ركن أمين صالح العقيلي ان الحوثيين زرعوا مليون لغم الحرب العالمية خلفت ميليشيات الحوثي الإيرانية مئات الآلاف من الألغام في المدن اليمنية التي طردت منها على مدار السنوات الثلاث الماضية، مما جعل عددها الأكبر في بلد واحد منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وقال مدير المركز الوطني لمكافحة الألغام، العميد الركن أمين العقيلي، إن اليمن تعرض لأكبر عملية لزرع الألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأكد ان إجمالي الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية الإيرانية في المدن اليمنية تجاوز نصف مليون لغم، مؤكد أن اليمن "هو البلد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تعرض لكارثة انتشار الألغام"، مشيرا إلى أن "هذه الكمية المهولة لا تزال تشكل خطرا مستداما على حياة المدنيين".


ضحايا بلا أرقام


ولا توجد أي احصائيات دقيقة لضحايا الألغام من المدنيين في اليمن، إلا ان حوادثها على الأرض بشكل أشبه باليومي منذ أكثر من 3 أعوام تشير إلى ارتفاع أرقام ضحاياها بشكل كبير يصل إلى خانة الآلاف .

وفي احصائية سابقة نشرها المركز الإنساني للحقوق والتنمية ابريل 2017 عن ضحايا الألغام الأرضية المضادة للدروع والمضادة للأفراد التي زرعتها جماعة الحوثي وصالح في اليمن منذ بداية الحرب التي دخلت عامها الثالث والتي بلغت 2345 حالة.

ووثق فريق الرصد التابع للمركز الإنساني 684 حالة قتل جراء حوادث انفجار الألغام المضادة للأفراد والدروع و 110 حالة قتل تعرض لها أطفال يمنيين دون سن السابعة عشر و 35 حالة قتل  من النساء .

وتصدرت محافظة تعز قائمة المحافظات المتضررة من حيث عدد القتلى جراء الألغام وذلك بواقع 223 حالة قتل محافظة عدن بـ 118حالة ثم محافظتي لحج بمعدل 99 حالة قتل ثم محافظة مأرب بـ96 حالة قتل ثم محافظة البيضاء بـ41 حالة ومحافظة أبين بعدد 38 حالة قتل، وتوزعت باقي الحالات على ست محافظات يمنية أخرى بأرقام ونسب متفاوتة .

كما وثق الفريق 962 حالة إصابة بانفجار الغام أرضية بينها 169 حالة تعرض لها  أطفال و 49 حالة تعرضت لها نساء خلال فترة التقرير.

وعلى صعيد الأضرار والخسائر المادية رصد المركز الإنساني 623 بناية فجرتها جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح عبر استخدامها ألغام أرضية شديدة الانفجار تم تصنيعها محليا من مادة (TNT) المعروفة بـ "الديناميت" أو ما يسمى بالبارود .

وتوزعت إحصائية الأضرار والخسائر المادية 556 منزلا و 12 مدرسة ومركز تعليم قرآن و ثمانية مقرات حكومية و ست مقرات خاصة خمسة منها تتبع حزب الإصلاح إضافة إلى 33 مسجدا وثمانية محلات تجارية.

كما وثق فريق الرصد التابع للمركز الإنساني  للحقوق والتنمية129 واقعة انفجار لألغام أرضية زرعها مسلحو الحوثي وصالح في سيارات وشاحنات نقل عام وأجرة ودراجات نارية.

ولا توجد أية احصائية حديثة لضحايا ألغام الحوثيين في اليمن غير ما كشف عنه وزير حقوق الإنسان "محمد عسكر"، في الندوة التي نظمتها صحيفة الرياض السعودية عن زراعة الألغام في اليمن، مايو الماضي، إن الألغام التي تزرعها جماعة الحوثي المسلحة، تسببت بإصابة 814 مواطن بإعاقة دائمة ، منهم 374 بترت أطرافهم.


التحالف يكافح الالغام


أواخر يوليو من العام الجاري أطلق مركز الملك سلمان للأعمال الانسانية مشروع لنزع الألغام في اليمن بتكلفة 40 مليون دولار .

وفي مؤتمر صحفي الذي تلى حفل تدشين مشروع "مسام"، في الرياض، أوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة أن تكلفة المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" 40 مليون دولار، وسيكون المشروع لمدة عام على خمس مراحل تبدأ بالتجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام، ثم الانتشار في الميدان، ونقل الخبرة للكوادر اليمنية.

وأضاف الدكتور الربيعة أن الهدف من المشروع الديمومة وأن يخلف ورائه خبرات يمنية للمساعدة والتمكين في الاستمرار في نزع الألغام لتصبح اليمن أرضًا بلا ألغام.

وأشار الربيعة إلى أن المشروع، سيعمل بشراكة على أرض الميدان مع البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام، إذ سيكون خير من يعاون الشعب اليمني في نزع الألغام، التي أصبحت تمثل كارثة إنسانية في اليمن.

وأبان أن العمل الإنساني يمثل أولوية قصوى للمملكة في كل المناطق التي تم تحريرها، موضحًا أنه تم إطلاق جسر بري سعودي لإيصال المساعدات الانسانية والإغاثية لكل المحتاجين في محافظة الحديدة، كما سينطلق جسر جوي من الرياض، للحديدة يوم غد ، وتسيير عدد من السفن التي تستعد للانطلاق من جازان.مؤكداً في الوقت ذاته حرص المملكة العربية السعودية على اليمن وأهله والرفع عن معاناتهم .

من جانبه أكد مدير المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" أسامة القصيبي، قدرة المشروع على التغلب على جميع الألغام المبتكرة من قبل المليشيات المسلحة، وكذلك العبوات الناسفة، مشيرًا إلى أن المشروع يستخدم أحدث ما توصلت له التقنية والأجهزة المتطورة في نزع الألغام، ولن يواجه مشاكل مستقبلية من هذا النوع.

وأوضح القصيبي، أنه تم خلال مرحلة إعداد فرق "مسام" تجهيز 32 فريق للعمل داخل الأراضي اليمنية، وخمسة فرق متخصصة للتدخل السريع والعبوات الناسفة، بالإضافة للاستعانة بالوسائل الحديثة والمتطورة للكشف عن المتفجرات، مضيفًا أنه بدأ العمل بالمشروع بالشراكة مع البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، كما سيعمل المشروع على إعادة تدريب وتأهيل الفرق التابعة للبرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، ونقل الخبرات لها، وتمكينها من الاستمرارية مستقبلًا لحماية اليمن من خطر الألغام.

من جانبه، أوضح مدير البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن أمين العقيلي، أنه تم زراعة الألغام في اليمن بطريقة عشوائية وبأعداد كبيرة جدًا، قد تصل إلى ملايين الألغام، ويتجاوز تأثيرها الأنسان والحيوان في اليمن، ويصل تأثير الألغام البحرية منها للتأثير على الملاحة الدولية.

ونشر البرنامج الوطني لنزع الألغام مطلع اغسطس الجاري عشرات الفرق الميدانية المتخصصة بنزع الألغام في عشر محافظات يمنية محررة، في مهمة لانتزاع الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

وقال مدير البرنامج الوطني لنزع الالغام العميد أمين العقيلي، إن الفرق المتخصصة بنزع الألغام توزعت على محافظات عدن، ولحج، وتعز، وأبين، وحضرموت، وشبوة، والبيضاء، ومأرب، والجوف، والحديدة.

وأكد في تصريحات سابقة أن الفرق تنزع يومياً أنواعا مختلفة من الألغام الفردية والمضادة للعجلات، والعبوات الناسفة، وأن الفرق تواصل أعمالها حتى استكمال تطهير كافة المناطق المستهدفة .

وأضاف قائلا: تعمل الفرق الميدانية حالياً على استهداف المناطق "عالية التأثير" وهي المناطق التي تتصل مباشرة بحياة المدنيين، ولها علاقة بعودة النازحين، وتأمين مناطقهم من الألغام التي زرعتها المليشيا بكثافة في المنازل والمدارس والطرقات العامة والمزارع.

وأشار إلى أن 30 فريقاً لنزع الألغام يقوم بمهام نزع الألغام المضادة للأفراد والمضادة للعربات بدعم من المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام"، بالتزامن مع انتشار فرق أخرى تقوم بنزع الألغام بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDB).

ووفق تقارير فإن الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في مختلف المناطق اليمنية تقدر بأكثر من مليون لغم خلفت الكثير من الضحايا الأبرياء أغلبهم نساء وأطفال.

وهكذا يواصل التحالف العربي اعماله الانسانية في اليمن مسانداً للجيش اليمني والحكومة اليمنية في نزع ألغام الموت التي تزرعها مليشيا الحوثي الارهابية وتفتك بالمدنيين.