دلتا أبين تصارع التصحر والسيسبان لإستعادة تربتها الزراعية .. تقرير خاص

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

تعتبر محافظة أبين، جنوب اليمن، من المحافظات الزراعية التي ترفد السوق اليمنية بإنواع كثيرة من الخضروات والفواكه، لخصوبة تربة أوديتها التي تعد مركزاً لتجمع مياه سيول الأمطار .

غير أن الحرب ضد تنظيم القاعدة الإرهابي ومن بعدها الحرب ضد ميليشيا الحوثي الإنقلابية خلال الفترة 2011 - 2015، خلفت أثار كارثية في قطاع الزراعة وجعلته عرضة لتهديدات التصحر وإنحسار المساحات الزراعية، خاصة مع إنتشار أشجار السيسبان التي غطت على مساحات وجعلت المزارعين يعزفون عن زراعة تلك المساحات .

(اليمن العربي) كان له وقفة مع وضع قطاع الزراعة في أبين، وخرج بالحصيلة التالية :

أثار الحروب ومعالجتها المحدودة :

كان للحروب التي شهدتها المدينة بسبب تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي، إنعكاسات سلبية على قطاع الزراعة، وكان لها أثار مضاعفة، حسبما قال مدير عام مكتب الزراعة والري الدكتور حسين الهيثمي .

وأوجز الدكتور الهيثمي، في حديث إلى (اليمن العربي) أهم تلك الأثار التي خلفتها الحروب على قطاع الزراعة والتي شملت تدمير البنية التحتية للمحافظة والقطاع الزراعي بشكل عام ونهب كل ممتلكات القطاع الزراعي في المحافظة بطوله وعرضه وبيع كل ممتلكات الزراعة في المحافظة من آليات ومعدات زراعية في مختلف اقسام وادرات المكتب وخاصة في الري والوقاية ومركز ابحاث الكود ومحلج القطن والبيطرة والاستيلاء على مرافق ومكاتب الزراعة والري في المحافظة والمديريات ونهب كل ممتلكاتها إلى جانب نهب الوثائق المهمة والأبحاث والتقارير .

وأضاف الدكتور الهيثمي، أن مكتب الزراعة وعقب إستقرار الوضع في المحافظة بتنفيذ عدد من المعالجات أهمها إعادة ترتيب مكاتب الزراعة قدر المستطاع من خلال إستلامها من الذين كانوا فيها وإعادة الهيكل التنظيمي بالمكتب .. مشيراً إلى أن عمال وموظفي المكتب بدأو بمزاولة عملهم وهو ما أسهم في بدء التعافي .

وأشاد الهيثمي خلال حديثه بإهتمام محافظ أبين، اللواء ابوبكر حسين سالم، ودعمه السخي لقطاع الزراعة .. موضحاً أن المحافظ قدم للقطاع الكثير منها تصفية القنوات وتهذيب الوادي وانشاء واصلاح العقم والجسور في دلتا أبين بهدف إحتواء مياه السيول والحد من ذهابها إلى البحر .

وأشار إلى أن المنظمات المانحة دعمت ولازالت تدعم قطاع الزراعة في أبين بالبذور والاسمدة والحيوانات والنحل والاعلاف والعلائق المركزة وغيرها .. منوهاً بإن على رأس هذه المنظمات ( منظمة الفاو والصليب وميرسي كورس وكير وادرا والهجرة الدولية وDRC و NRC.

غير أن الهيثمي أكد المكتب لازال يفتقر إلى الكثير من الإحتياجات للنهوض بالعمل المزارعي، ويفتقر إلى الدعم الحكومي الذي توقف نتيجة الوضع الذي تمر به البلاد .. لافتاً إلى عدم توفر موازنة تشغيلية لاستمرار النهوض بالعمل الزراعي في المحافظة .

التصحر يهدد دلتا أبين :

في سياق حديثه إلى (اليمن العربي)، أكد الهيثمي، أن التصحر يهدد أغلب المناطق في اطراف دلتا أبين .. مشيراً إلى أن الرمال بدأت بالظهور في مناطق عديدة في الدلتا مثل خبث الاسلوم؛ الجبلين؛ الرميلة ؛ الخاملة مما أدى الى موت وفناء أغلب اشجار الفواكة في المنطقة مثل المانجو والليمون الحامض وغيرها من المحاصيل .

وأضاف "وهنالك التصحر بين الطرق الاخر نصف اشجار السيسبان التي على ضوئها غطة مساحات زراعية في المحافظة مما سبب العزوف عن الزراعة في هذه المناطق وتركوا الارض السيسبان وبدأت تتصحر الارض ولم يتم استزراعها" .
 
وتابع "وعلى سبيل المثال السيسبان أنتشر بشكل مخيف في الفيش؛ وعنين؛ باشحاره؛ وعمودية؛ والجول، والخاملة؛ وبئر الشيخ؛ وبعض المناطق المتاخمة لمنطقة الكود؛ ودهل أحمد وغيرها من المناطق الدلتا واسفل الوادي" .. مطالباً المنظمات والجهات المانحة والدولة والمحافظة أن ياخذ الموضوع هذا بمنطق الجد وأن تقدم الحلول الملموسة السريعة للحد من ظاهرة التصحر في المحافظة .

إحتياجات ضرورية لإنقاذ قطاع الزراعة :

برغم الصعوبات والمشكلات التي تواجه قطاع الزراعة في أبين، إلا أن إنقاذ هذا القطاع الحيوي الهام لازال ممكناً، حسبما أكد الدكتور الهيثمي، من خلال توفير الإحتياجات الضرورية واللازمة .

وأوجز مدير عام مكتب الزراعة تلك الإحتياجات، بنقاط رئيسية شملت توفير البنية التحتية لقطاع الزراعة في المحافظة، والاليات الزراعية لقطاع الري من مكائن وشيولات وايفورات ؛ بوكلينات ؛ وحراتاث ؛ وقطع غيار ، وميزانية تشغيلية لقطاع الزراعة في الري والمكاتب.

كما أكد الدكتور الهيثمي، على ضرورة توفير موازنة تشغيلية سنوية لقطاع الري لمجابهة السيول للحد من عدم ذهابها الى البحر، ورفد مكاتب الزراعة بموظفين وخريجين وكوادر وعمال جدد بدلا من الذين ذهبوا الى الاجلين، والعمل على توفير المشتقات من الوقود والذيزل للمزارعين وباقل تسعيرة، إلى جانب توفير الطاقة الشمسية البديله للذيزل للمزارعين وباقل سعر او بقروض ميسرة .

وشدد الدكتور الهيثمي، على مكافحة اشجار السيسبان (الموسكيت) التي طغت وأترث سلبا على المزارعين في ارضهيم وسببت هجران الارض الزراعية من قبل المزارعين الذين لم يستطيعوا مكافحتها، ومكافحة التصحر وبداية الكثبان الرملية في الاراضي الزراعية التي بداء بها نصف الرمال في اراضيهم التي كانت خصبة واصبحت متصحرة في كافة مناطق محافظة أبين.

ويرى الهيثمي أن توفير هذه الإحتياجات الرئيسية من شأنه إنقاذ قطاع الزراعة في أبين وإعادة دوره الكبير في رفد السوق المحلية بأصناف الفواكه والخضروات، خاصة وأن أبين هي "أرض الخير والعطاء أبين سلة الغداء في الجمهورية اليمنية أبين الانتاج الوفير أبين الذهب الابيض والمحاصيل النقدية أبين الفاكهة والخضار أبين التربة الذهبية والجودة العالية في المذاق أبين الثروة الحيوانية أبين الخضرة الدائمة والبساتين المرموقة في الجمهورية"، كما وصفها الهيثمي . 

أبرز المحاصيل التي كانت تنتجها أبين :

المحاصيل النقدية .
١- القطن طويل التيله معلم ٢٠٠٠
٢- السمسم ( الجلجل) كود ٩٤
٣- اللوز ( الفول السوداني )
٤- الحبوب والذرة بانواعها البيني ؛ الدخن؛ وغيرها من الحبوب

محاصيل الفاكهة
١- الموز بانواعه
٢- المانجو بانواعه 
٣- الليم الحامض والحالي بانواعه
٤- الباباي بانواعه
٥- الجوافه ؛ العاط( القشطة) الرمان ؛ العباسي البيدان.

محاصيل الخضار:
١- الطماطم بانواعه
٢- الباذنجان بانواعه
٣- الفلفل(البسباس) بانواعه
٤- الباميه بانواعها
٥- البصل بانواعه
٦- جرجير ملوخية جزر
٧- كوسة؛ قرع خيار كوبيش وغيرها .