عوامل ساهمت في مغادرة «يهود اليمن» إلى إسرائيل (تقرير مصور)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

نجح اليهود اليمنيون في التعايش بسلام مع المسلمين على مدى قرون وتعايشوا مع النسيج اليمني، إذ كفل لهم الدين الإسلامي حقوقهم كاملة، واشتهروا منذ القدم بممارسة الحرف اليدوية، أبرزها صياغة الذهب والفضة.

مواجهة الإندثار

تواجه الطائفة اليهودية باليمن خطر الاندثار في ظل التناقص التدريجي لأعداد اليهود اليمنيين وهجرة العديد منهم إلى إسرائيل.


عوامل التهجير

عن أهم العوامل التي ساهمت، ولا تزال، في نجاح هذا التهجير "القسري" وفقاً لباحثين ومهتمين، عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وتدهور الأوضاع الأمنية، وأبرزها مقتل هارون زنداني في العاصمة صنعاء وماشا النهاري في ريدة بمحافظة عمران نهاية العام 2008"، ويأتي ثاني العومل التي أدت إلي التهجير، انتشار الحركة الحوثية المسلحة

كما تراجع عدد اليهود في اليمن بشكل كبير جداً وانحدر من نحو 5000 ألف في عام 1990 إلى 250 في العام 2010".

وكشف باحثون بأن، عدد اليهود المتبقين في اليمن حالياً لا يتجاوز الـ70 فرداً، 8 منهم في منطقة "خارف" بمحافظة عمران، وقرابة 60 في المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء.

 ومن العوامل أيضا ، فبعد انقراض المهن التي كانوا يمارسونها كالحدادة والنجارة وصياغة الذهب والفضة ودباغة الجلود وغيرها، والتي دات إلى الفقر الذي طغى عليهم، كما أن كل اليهود القاطنين في صنعاء عاطلون عن العمل لعدم توفّر الأدوات الخاصة بالحِرَف اليدوية التي كانوا يزاولونها، كما كشف الباحثون بأن فساد الأخلاق في إسرائيل هي من دفعتهم للهجرة 

عادات اليهود في اليمن

من عادات اليهود في اليمن أنهم لا يلبسون الخنجر "الجنبية" التي تعد من أبرز التقاليد الاجتماعية لكل اليمنيين كما انهم لا يحملون السلاح على الرغم من احتفاظهم بقطع منه في منازلهم.

ويتميز يهود اليمن بالزنانير وهي خصلتا الشعر المفتولتان والمتدليتان إلى الأذنين لدى الرجال وتشير بعض الروايات ان بعض حكام اليمن القدامى أمر بها ليتميز اليهودي عن المسلم حتى أصبحت عادة لدى أبناء الأقلية اليهودية في اليمن.

تكشف دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل أن عام 2015 شهد رقما قياسيا من ناحية نسبة الإسرائيليين الذين هاجروا منها،  وتوضح أن المعطيات تتعلق بالعام المذكور لا بعام 2016 لأنها تتريث عادة ويحتسب الغياب عن البلاد لمدة عام واحد على الأقل دليلا على الهجرة. وحسب المعطيات فقد غادر إسرائيل في 2015 حوالي 16700 شخص معظمهم ضمن عائلاتهم وفي المقابل عاد إليها 8500 إسرائيلي ممن سبق وهاجروا منها لدول العالم وهذا العدد الأقل مقارنة مع معطيات الإسرائيليين العائدين بعد هجرة، منذ 12 عاما علما بأن عدد هؤلاء في تناقص مستمر منذ سنوات.

تنقل غامض
سلطت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية على عملية نقل اليهود، التي اكتنفها الغموض والتي استهدفت إدخال مجموعة من آخر اليهود الباقين باليمن إلى الداخل الإسرائيلي.

وقد رصدت الصحيفة بالصور وصول عدد من اليمنيين يرتدون الملابس اليمنية التقليدية من بينهم امرأتان تحمل إحداهما على كتفها طفلا دارجا، وحاخام "هو حاخام الجالية بمدينة ريدة" يحمل نسخة أثرية من التوراة يعود زمان خطّها إلى ما يزيد على الـ 500 عام، وذلك في تتمة وصول مجموعة مكونة من 19 يهوديا إلى مطار بن جوريون الإسرائيلي.

وقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية محلية صورا ومقاطع مصورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقائه بالمجموعة التي وصلت آخرا من المجموعة المهجرة وبينما يتصفح نتنياهو المخطوطة التاريخية التي جاءت بحوزة حاخام مدينة ريدة.

ومن جانبها فقد أثارت النيويورك تايمز عددا من التساؤلات عن الأطراف التي يسرت هذه العملية وكيفيه خروجهم.