قطر تنافق العالم.. أمّنت ميزانية بمبلغ المليار دولار لدعم الإرهاب

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يوم بعد آخر، تثبت الدول العربية المقاطعة للنظام القطري، أنها محقة تمامًا فيما أقدمت عليه، بل إنها تأخرت كثيرًا في بدء هذه المقاطعة، التي بدأت عامها الثاني.

فالأيام تؤكد تباعًا أن تنظيم الحمدين كان أكبر داعم للإرهاب في المنطقة بل في العالم، بعدما قدم على طبق من ذهب، ميزانية ضخمة بقيمة مليار دولار بالتمام والكمال، إلى الجماعات الإرهابية، لكي تواصل مخططاتها المدمرة، ولكي تسلح نفسها بأخطر وأفتك الأسلحة والمفرقعات والمعدات، والحجة بالطبع، هي إطلاق سراح 28 قطريًا بينهم أفراد من العائلة الحاكمة في قطر، اختطفوا في العراق العام 2015.

وتشير المصادر إلى أن مبلغ المليار دولار، ذهب مباشرة إلى خزائن جماعة شبه عسكرية عراقية مرتبطة بهجمات على القوات الأمريكية أثناء حرب العراق، إضافة إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية، ومجموعتين معارضتين سوريتين على الأقل، بما في ذلك جبهة النصرة الجناح العسكري المرتبط بتنظيم القاعدة في سورية.

وعقب الإعلان عن اختطاف القطريين، كشفت مصادر عن مبادرة قطرية غامضة مع العراق، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وضمان الإفراج الآمن عن المختطفين، موضحة أن دبلوماسيين قطريين وقعوا على سلسلة من الدفعات المالية الجانبية، تتراوح بين 5 إلى 50 مليون دولار إلى مسؤولين إيرانيين وعراقيين وزعماء شبه عسكريين، مع تخصيص 25 مليون دولار لمسؤول كبير بميليشيات حزب الله، إضافة إلى تخصيص 50 مليون دولار لقاسم سليماني.

وبحسب الرسائل التي تم الحصول عليها من بريد إلكتروني مخترق تكشفت أن خطة السداد قد خصصت مبلغًا نقديًا إضافيًا بقيمة 150 مليون دولار للأفراد والجماعات الذين يعملون كوسطاء.

وقد ارتفع المبلغ الإجمالي المطلوب لإطلاق سراح المختطفين، إلى مليار دولار لعودة الرهائن، الذين أثيرت أنباء عديدة في حينها بشأن إقدام الخاطفين على إعدامهم غير أن الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي في العراق النائب أحمد الأسدي ـ آنذاك ـ قد نفى ذلك أكثر من مرة، وكشف عن فرصة لدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم.

ضخامة الفدية القطرية، والتي تكفي كميزانية لبعض الدول الصغيرة، جعلتها أكبر فدية في التاريخ، وجعلتها ـ بالتالي ـ أكبر دعم مالي بالعملة الصعبة، تتلقاه الجماعات الإرهابية في حياتها، وعندما تسربت معلومات عن قيمة الفدية إلى الصحافة العالمية، سارع تنظيم الحمدين لنفي ذلك، وادّعى كذبًا، أن إطلاق سراح المختطفين، جاء بعد مفاوضات شاقة قام بها مسؤولون قطريون مع رموز الجماعات الإرهابية، وهو ما لم تصدقه الدول العربية المقاطعة، ومعها العديد من الدول التي تؤمن تمامًا أن تنظيم الحمدين هو أكبر داعم للإرهاب على الكرة الأرضية.

وقد نشرت الصحف العالمية ـ آنذاك ـ الكثير من الأدلة والبراهين التي تثبت فدية المليار دولار، وتحذر من أن هذا المبلغ سوف تستثمره الجماعات الإرهابية في تدمير المنطقة وإشاعة الفوضى ونشر الاضطرابات، والإطاحة بأنظمة العديد من الدول، وقتل الشعوب، مشيرين إلى أن ما شهدته المنطقة العربية من عمليات إرهابية في الفترة الأخيرة، هو ثمرة الدعم القطري السخي، مؤكدين أنه لولا هذا الدعم، لما قويت شوكة الإرهاب، ولما استمرت خلال السنوات الأخيرة، ولما انتشر الإرهاب في العديد من الدول، وعلى رأسها سوريا واليمن ولبنان والعراق وليبيا وسيناء المصرية.

كما كشفت الرسائل المسربة، جزءًا من المحادثات بين سفراء قطر ووزير الخارجية القطري آنذاك، منها ما كتبه سفير قطر في العراق كبير المفاوضين في قضية الرهينة زايد بن سعيد الخيارين، "أن السوريين، وحزب الله، لبنان، كتائب حزب الله، العراق – جميعهم يريدون المال، وهذه هي فرصتهم، كلهم لصوص"، إضافة إلى حديثه مع أحد الإرهابيين الذي يتفاوض معهم بقوله: "سوف تحصل على أموالك بعد أن نأخذ أفرادنا".

واليوم.. ستكون دول المقاطعة الأربع محقة، إن هي رفضت أي محاولات جديدة للصلح لحل الأزمة الخليجية، وذلك حتى تعود الدوحة إلى رشدها، وحتى يتوقف تنظيم الحمدين، على الرغم من أنه ترك أي مناصب رسمية له في الدولة، عن تحريك العرائس من الخلف، واللعب بالنار، في وقت لن تحتمل فيه المنطقة مثل هذا الهراء.