مقاومة البيضاء ومكانها في الداخل على الأرض (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

لعبت مقاومة الداخل في محافظة البيضاء دوراً كبيراً في استنزاف مليشيا الحوثي الانقلابية على مدى أربعة أعوام.

وكشفت احصائيات تقريبية تصدر محافظة البيضاء الأعوام الماضية في استنزاف الحوثيين بشرياً ومادياً نتيجة استمرار المواجهات مع مقاومة الداخل وطبيعة استراتيجيتها على الأرض .


دور مقاومة البيضاء في الداخل

استطاعت مقاومة البيضاء الحفاظ على معظم مناطق مديريات المحافظة على مدى اربع سنوات في الوقت الذي نجحت فيه مليشيا الحوثي الانقلابية اجتياح العديد من المحافظات شمال وجنوب وغرب البلاد .

وعلى الرغم من وصول مليشيا الحوثي الانقلابية إلى محافظتي أبين وشبوة عبر محافظة البيضاء إلا ان مقاومة البيضاء ظلت تحافظ على جبال وأرياف عدد من مديريات المحافظة كمديريات الزاهر وذي ناعم والصومعة وقيفة رداع .

أواخر 2014 ومطلع 2015 هاجمت مليشيا الحوثي الانقلابية محافظة البيضاء بحجة الحرب على القاعدة وكانت أول محافظة تهاجمها عسكرياً عقب سيطرتها العسكرية على صنعاء .

وعلى الرغم من كونها أول محافظة يمنية تهاجمها المليشيا الانقلابية عسكرياً بعد صنعاء إلا أنها وحتى اللحظة من كتابة التقرير عجزت على فرض السيطرة الكاملة عليها وإخماد مقاومتها الداخلية .

واستطاعت مقاومة الداخل تأمين طرق ومنافذ آمنة لها على الرغم من صعوبتها إلا انها استطاعت من خلالها تزويد مواقعها بالسلاح والعتاد واسعاف جرحاها إلى خارج المحافظة .

وعلى الرغم من تقدم قوات الجيش في اطراف المحافظة الشرقية والشمالية وتحريرها عدد من مديرياتها والتحاق معظم افرادها وقادتها بصفوف الجيش إلا انها ظلت محافظة على مواقعها في الداخل .


تراجع عمليات مقاومة الداخل

تراجع في الآونة الأخيرة نشاط العمليات العسكرية القتالية لمقاومة الداخل ضد مليشيا الحوثي الانقلابية بالتزامن مع تقدم قوات الجيش في مديريات المحافظة الشرقية والشمالية .

ويرى مراقبون لـ " اليمن العربي " ان أسباب تراجع نشاط عمليات مقاومة الداخل ضد مليشيا الحوثي الانقلابية يأتي نتيجة التحاق معظم رجالها بصفوف رجال الجيش في الجبهات الخارجية للمحافظة .

وأكدوا ان اسباب التحاق رجال مقاومة الداخل بصفوف الجيش في الجبهات الخارجية للمحافظة يأتي بهدف التحرير، كون جبهات الداخل الهدف منها فقط استنزاف المليشيا ومن الصعب التقدم والتحرير من الداخل لصعوبة التمركز في حال توسع نطاق المناطق المحررة في الداخل .

وأشاروا إلى ان العمليات القتالية في الداخل الهدف منها فقط استنزاف المليشيا وليس التحرير كونه يصعب على مقاومة الداخل التمركز في نطاق واسع في حال تمكنوا من تحرير مواقع جديدة، بينما العمليات القتالية خارج المحافظة نجحت في تحرير عدد من مديريات المحافظة كمديريتي ناطع ونعمان وأجزاء من مديريتي الملاجم والسوادية .

وأكدوا ان بعض تشكيلات ألوية الجيش الوطني التي تقاتل حالياً في مديريات السوادية ونعمان وناطع والملاجم هي من مقاومة البيضاء في الداخل وهو ما تسبب في تراجع نشاط العمليات القتالية في داخل المحافظة ضد المليشيا الانقلابية .

واعتبروا تراجع نشاط العمليات القتالية لمقاومة الداخل ضد المليشيا الانقلابية لا يعني ضعفها فهي لا تزال تمتلك قوات عسكرية ضخمة في مواقع تمركزها في ذي ناعم والزاهر والصومعة وقيفة رداع ما يضمن حافظها على مواقعها وردع أي تحرك حوثي في أي منطقة .

وبهذا نجحت مقاومة البيضاء في الحفاظ على مواقعها داخل المحافظة ومواجهة المليشيا في جبهات الداخل وإحباط أي تحرك عسكري لها، مع مشاركتها في عمليات التحرير في الجبهات الخارجية للمحافظة .

وفي ظل حفاظ مقاومة البيضاء على مواقعها داخل المحافظة ونشاطها العسكري في جبهات الداخل يسهم كثيراً في تسهيل عملية التقدم في الجبهات الخارجية للمحافظة ويعجل باستكمال تحرير المحافظة بالكامل .