بهدوء «الدبلوماسية الناعمة».. تقرير جهود الفريق المتناغم لدى الجامعة العربية

أخبار محلية

اليمن العربي

بهدوء الدبلوماسية الناعمة، تعمل البعثة اليمنية لدى جامعة الدول العربية والمتمثلة في المندوبية الدائمة للجمهورية اليمنية، وبحضور الدبلوماسي الكفوء، وبفاعلية فريق العمل المتناغم في الاداء والتنسيق والتأثير.

 

هذه المعايير المتكاملة التي يحتاجها أي فريق دبلوماسي وأي بعثة تعمل في ظل ظروف حرجه واستثنائية مثل تلك التي تمر بها الجمهورية اليمنية. بل في تقديرنا انها ظروف تاريخية، فمثلما الصراع عسكري وسياسي داخلي، فان الصراع سياسي دبلوماسي خارجي وهو لا يقل ضراوة ولا حساسية وتاثير عما يجري في الداخل.

 

نستعرض خلال هذا التقرير أداء أحد أهم البعثات الدبلوماسية اليمنية، وهي تعد بمثابة اثني وعشرين سفارة وبعثة، بعدد جميع الدول الاعضاء في الجامعة. على اعتبار الاتصال والتواصل الدائم مع كل هذه الدول اما بالعلاقات السياسية والتنسيق المشترك في الملفات الخاصة والعامة، او من خلال الاشتراك في عضوية اللجان، او الاجتماعات الوزارية والعامة، او من خلال العلاقات العامة والانسانية، وهي مهام واعمال مترابطة ومتصلة المهام ومنفصلة التنسيقات والتاثير، بل ان المندوبية الدائمة بالقاهرة تعد من اهم ثلاثة بعثات دبلوماسية يمنية بعد بعثتي نيويورك وجنيف.

 

المخضرم

وفي إشارة هامة وضرورية، تفرضها علينا الموضوعية والاتزان المهني والدبلوماسي، فان السفير المخضرم رياض عمر العكبري المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية، بات بتاريخه وخبراته المتراكمه على مدى سنوات طويلة في العمل السياسي والدبلوماسي والاجتماعي، وادارته للعمل بتنسيق مهني وانساني يراعي ابعاد الخبرات والتنوع في التخصصات ونقل الخبرات من أعلى إلى أسفل وعلى المستوى الاداري الواحد، لخلق اجواء صحية للعمل ورضا وظيفي ومهني ودبلوماسي يعكس نفسه على العمل والاداء وتحسين وتقوية انتاج التخصص والمبادرة والفعالية.

 

ما سبق من تمهيد يعد من الأهمية بمكان وذلك لاستشراف حيثيات التقرير التالي من حيث المضمون او التفاصيل المختلفة، ان الحضور النوعي الفاعل الذي باتت تمثله المندوبية الدائمة لليمن في الجامعة العربية على مستوى المندوب السفير رياض العكبري وعلى مستوى أعضاء البعثة من الدرجات الدبلوماسية المختفلة في الاجتماعات الوزارية المتخصصة او القطاعات او الادارات او اللجان او المنتديات الاقليمية والدولية بات من التاثير والفعالية، واصبح حضوراً مشاركاً ومؤثراً وصاحب مبادرة، عبر متابعة التوصيات والقرارات ومدى تنفيذ الجانب اليمني لها، وعبر المبادرة بتقديم المقترحات والافكار المتصلة بتطوير العمل العربي المشترك في تخصصات مختلفة اقتصادية واعلامية وفي المجال الطبي والبيئي والشؤون الاجتماعية وغيرها من المجالات.

 

التأثير والحضور

 

راعت مندوبية اليمن بالجامعة العربية أولوية وخصوصية الشان اليمني باعتبارها الممثل الدائم له، فقد قدمت عشرات التقارير واوراق العمل وتقديرات المواقف وتقديمها في اطار مشاريع قرارات وتوصيات وتوجهات للبيانات، وذلك اما عبر الاحاطة او ارفاقها كأدبيات الاجتماعات والمؤتمرات، او استيعابها ضمن قرارات وتوصيات اجتماعات وزراء الخارجية وصولاً لاقرارها في مؤتمرات القمة العربية، في شعور واداء ومسؤولية وطنية تاريخية.

 

وهي في المجمل تستعرض وتقدم خصوصية وابعاد الشان اليمني من تلخيصه للموقف السياسي واتجاهات الدولة والحكومة الشرعية والدعوات الى السلام وايلاء المصلحة الوطنية في كل المواقف، بالاضافة الى توجهات اداء عمل وزارة الخارجية اليمنية وتسويقها لموقف الدولة في الشان السياسي والدبلوماسي، ومواقفها من القضايا المتصلة بالامن القومي العربي والقضايا الخاصة بتطوير العمل العربي المشترك وتفعيل لجانه وقطاعاته.

 

ساهم هذا الحضور والتنسيق والاداء الدبلوماسي المحترف والهادئ في تفاعل دور وحضور اليمن في الاجتماع الوزاري لوزراء الصحة العرب واقرار حزمة مساعدات الى اليمن وعقد اجتماع خاص بوزراء الصحة لمناقشة الاوضاع الانسانية الحرجة في اليمن، وساهم ايضا في استيعاب التقارير الحكومية واحتياجاتها في الاجتماعات الاقتصادية والمتضمنه تقرير واقع المعاناه التي يعيشها اليمنيين وتقدير المساعدات اللازمة، وتحديد الجهات والقوى المسؤولة عن ما آلت اليه الاوضاع في اليمن، وتقديم مشروعات قرارات وتوصيات حول الضغط على الدول والمنظمات الاقليمية والدولية لاستمرار الايفاء بالتزاماتها الانسانية تجاه الدولة اليمنية. وماهو اهم من كل ذلك ابراز توجه الدولة اليمنية والشرعية في المشروع السياسي الساعي والحريص على السلام، هذا الحضور تجاوز تاثيره ايضا في مجالات الاعلام والشؤون الاجتماعية وحقوق الانسان واجتماعات العدل والاتصالات والتعليم العالي والبئية والمراة وغيرها من المجالات والتخصصات، وايضا في حضور اليمن الفاعل في برامج التدريب والتكوين والتاهيل المتخصصة التي تقيمها الجامعة العربية وقطاعاتها المختلفة. وعضوية اللجان المتختلفة اما بالانتخاب او التزكية او  بناء على دورية الحروف الابجدية والتسلسل المتبع في ذلك.

 

لم تكتفي المندوبية الدائمة لليمن، بادارة الملفات التقليدية بل مدت عملها وطورته الى كافة المنظمات التابعة للجامعة من منظمة العمل العربية الى منظمة المراة العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية، ومنظمة التنمية الادارية، وتجاوز هذا التاثير للعلاقات مع مراكز الابحاث المؤسسات المعنية بالابحاث والدراسات في الشؤون اليمنية والعربية، والزيارت الدائمة للهيئات العربية الشامخة مثل الازهر الشريف والتباحث الدائم مع الامام الاكبر شيخ الازهر حول القضايا العربية والاسلامية، وزيارة الكنسية ومؤسسات ادارة العلوم السياسية والاقتصادية المختلفة.

تناغم دبلوماسي

إن فعالية الأداء الدبلوماسي والتعامل المهني مع توزيع الملفات والتخصصات في المندوبية الدائمة للجمهورية اليمنية لدى جامعة الدول العربية بحسب التخصص والخبرات والقدرات، وتناغم علاقات العمل وتبادل الخبرات وايثار تقدير الظروف واعلاء العلاقات الانسانية الراقية كقاعدة رئيسية تدير الاعمال وتحكم العلاقات، والتي رسخها بخبرة متواصله السفير رياض العكبري، عبر تراتب المهام وتنسيق الجهود وتبادل المعارف، واعلاء روح فريق العمل والجهود المشتركة، هي حقيقةً انعكاس لواقع تميز الاداء للبعثة اليمنية. ومؤشر مهنية عالية اثبتت فعاليتها باقتدار.

وفي الختام ان الظرف الاستثنائي الذي تمر بها اليمن يتطلب اداء دبلوماسي محترف يتجاوز الاعذار ويعلي المصلحة الوطنية، يحقق الغاية بامكانات متاحه، يصل الى الاهداف المحدد وفق خطط متعددة المراحل تراعي الظرف العام، وتصل بتاثيراتها الى ابعد من الحدود المرسومه لها عبر خبرات وعلاقات واداء نوعي فعال، ومن خلال تنسيق وترابط اداء فريق العمل المتناغم والمتجاوز للخلافات السياسية او المناطقية او غيرها من الخلافات الطاغية على السطح.