ماذا قال "خبراء اليمن" عن مقتل علي عبدالله صالح؟

تقارير وتحقيقات

صالح
صالح

قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يوم الإثنين بالقرب من العاصمة صنعاء على يد المتمردين الحوثيين الذين كان متحالفا معهم حتى الأسبوع الماضي .


وكان صالح، الذي وصف بأنه "السياسي الأكثر حكمة في اليمن"، رئيس البلاد لأكثر من ثلاثة عقود حتى أجبر على ترك السلطة في عام 2012، عقب انتفاضة شعبية. وحل محله نائبه عبد ربه منصور هادي. وفي عام 2014، وبمساعدة صالح ومؤيديه، استولى المتمردون الحوثيون، وهم من الأقلية الشيعية في اليمن، على صنعاء، وأجبر هادي على ترك البلاد. أما في عام 2015، بدأ تحالف عسكري بقيادة السعودية حملة قصف لا هوادة فيها لرد مكاسب الحوثيين وإعادة تثبيت هادي كرئيس.


لكن في الآونة الأخيرة، بدأ مؤيدو صالح والحوثيون ينقلبون ضد بعضهم البعض. وفي النهاية، قال صالح انه مستعد لبدء صفحة جديدة في العلاقات مع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن اذا اوقف الهجمات على بلاده وفقا لما ذكرته رويترز. ورأى الحوثيون ذلك على أنه خيانة كاملة، و بعد أقل من ثلاثة أيام قتل صالح.


وتأتي موته بينما تواجه بلاده كارثة إنسانية ذات أبعاد ملحمية. حيث ادت الحرب الى مقتل اكثر من 10 الاف شخص وتشريد ملايين اخرين. ويقدر حاليا أن 7 ملايين شخص يواجهون المجاعة.


وفى يوم الثلاثاء قال وزير الدفاع جيم ماتيس ان وفاة صالح من المحتمل ان تزيد الوضع سوءا بالنسبة للابرياء هناك ... على المدى القصير".


ولتحقيق فهم أفضل لما قد تعني وفاته بالنسبة للمدنيين اليمنيين والحرب على نطاق أوسع، تحدث موقع جاست سيكوريتي إلى عدد من الخبراء اليمنيين لمعرفة تحليلاتهم.


وفي هذا الصدد يقول آدم بارون، وهو الكاتب والمحلل السياسي وحاليا زميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية:


لقد وصفت في البداية أحداث الأيام الماضية بأنها نهاية حقبة، ولكنها تبدو وبشكل متزايد وكأنها للقضاء على أحد. فبعد ثلاث سنوات من التعاون والمشاركة، فإن معظم الشخصيات الرئيسية في شبكة صالح إما ميتة أو خارج البلاد. والقلة الباقية لا تزال مختبئة.


ماذا يعني هذا؟ هو في حد ذاته دليل على مدرسة الحوثيين المفرغة للسياسة، التي لا شك بأنها تعمل في إطار  الحروب العقابية التي شنها صالح وحلفاؤه ضدهم في صعدة في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين. ولكنه أيضا لمحة مقلقة عن احتمال المزيد من العنف في مستقبل اليمن. إن شعب اليمن الذي عانى لوقت طويل يحتاج إلى السلام، ويحتاج جيرانه إلى العودة إلى الاستقرار النسبي أيضا. إلا أن الأحداث الأخيرة لا تبدو إلا أنها تبشر بدورة متعمقة من العنف، الأمر الذي يدفع عملية التهدئة وعدم التصعيد - ناهيك عن السلام - الى ما هو أبعد من ذلك.


أما وليد الحريري، رئيس مكتب مركز الدراسات الاستراتيجية في نيويورك  وزميل في كلية الحقوق في معهد حقوق الإنسان في كولومبيا فيقول:


كان أحد دوافع صالح على مدى فترة الحرب هو خلق مساحة لابنه أحمد في أي ترتيب سياسي مستقبلي يأتي نتيجة لنهاية الصراع عن طريق التفاوض. ولكن بعد وفاة صالح، أصبح من غير المحتمل أن يدافع عن هذه القضية أي من الجهات الفاعلة المتبقية في الصراع. وقد يشير الحدث الأخير في صنعاء، الذي قلب الطاولة ضد صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام، إلى نهاية سلالة صالح ونزع سلاح المؤتمر الشعبي العام، الذي كان صالح ينميه منذ أكثر من 30 عاما.