لماذا لم يظهر تنظيم القاعدة في مسقط رأس الرئيس السابق؟

باستثناء عدنان القاضي، الذي ظهر كأحد قيادات تنظيم القاعدة في مديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، لم يُرصد للتنظيم أي ظهور ونشاط في المديرية، رغم ظهوره، بشكل محدود للغاية، في مديرية خولان القريبة، جنوب شرقي صنعاء.

وعلى الرغم من ذلك فقد كانت المديرية من ضمن مناطق اليمن التي شهدت غارات للطائرات الأمريكية المسيرة، حيث اغتالت طائرة من دون طيار، في نوفمبر 2012م، القيادي القاضي الذي تتهمه أمريكا بالتخطيط للعملية التي استهدفت سفارتها في صنعاء عام 2008م.

وبحسب مصادر إعلامية فلم يكن القتيل القاضي يخفي انتماءه إلى تنظيم القاعدة، وقد رفع علمها فوق منزله في قرية السرين التي يوجد على مقربة منها منزل صالح، غير أن ذلك تم بينما كان صالح خارج السلطة.

وفيما يتعلق بصنعاء، لم يُرصد للتنظيم أيضا ظهور في مديريات همدان وبني مطر والحيمتين الداخلية والخارجية، وكان أبرز ظهور له في مديرية أرحب، شمالي صنعاء، أبرز معاقل الإخوان.

بأمر صالح

ويتساءل كثيرون عن سبب عدم ظهور تنظيم القاعدة في مديرية سنحان وكذا عدم وجود أعضاء في التنظيم من المديرية.

في السياق يرى محللون أن القاعدة من أوراق الرئيس السابق صالح، وهو الذي يحدد مكان وزمان ظهورها.

ويضيف المحللون، في حديث إلى "اليمن العربي" أن القاعدة ظهرت في أوقات مريبة بالجنوب.

ويتابع المحللون: على سبيل المثال ظهرت بشكل قوي بعد الإعلان عن تشكيل الحراك الجنوبي عام 2007م، وكان الغرض من الظهور ضرب الحراك باسم الحرب على الإرهاب، كما ظهرت في أبين مجددا، وبقوة، حين خرجت الجماهير إلى الشوارع لإسقاط صالح، وقد أراد الأخير من خلال ذلك لفت نظر الغرب إلى القضية التي تهمه، أي الحرب على الإرهاب.

وبحسب المحللين فإن التنظيم الذي يظهر ويختفي بأمر من صالح، لن يكون له ظهور في المنطقة التي ينتمي إليها، ولن يسمح بالتحاق أشخاص منها به.

منطقة حكم

وعلى النقيض مما ذهب إليه المحللون يرى باحث سياسي أن عدم ظهور تنظيم القاعدة في سنحان خلال الأعوام الماضية قد يعود إلى كونها منطقة حكم.

ويضيف، في تصريح إلى "اليمن العربي" أن "سنحان كانت منطقة الحكم والدولة إلى ما قبل سنوات، ومنها المسؤولون في عدة مجالات سياسية وعسكرية، وعادة ما تتواجد القاعدة في المناطق النائية أو التي تملك فيها قاعدة مناصرين وليس بمنطقة كسنحان.