ويكيليكس تفضح قطر: "الدوحة" تعهدت في 2008 بتنفيذ أجندة واشنطن في المنطقة

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

 

التآمر القطري على المنطقة العربية بات حقيقة لا يطالها الشك مع تواصل الكشف عن وثائق سرية من دوائر صنع القرار في العواصم الغربية، حول دور الدوحة في تنفيذ الأجندات الأمريكية في المنطقة، خاصة في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما (2009-2017)، إذ عرف عن إدارة الأخير سعيها لتقديم الدعم للتيار المتشدد في المنطقة العربية بهدف تقسيمها وبث الفوضى فيه، وعملت قطر على توفير التمويل للخطة، ما كشفته تسريبات ويكيليكس.

 

وأظهرت وثيقة سربها موقع ويكيليكس بتاريخ 16 سبتمبر 2008، والتي أرسلها السفير الأمريكي بقطر جوزيف ليبارون، إلى وزارة الدفاع الأمريكية، أن واشنطن حددت 8 نقاط استراتيجية بالاتفاق مع الحكومة القطرية، ستعمل على تفعيلها في منطقة الشرق الأوسط، خلال الشهور 36 المقبلة (ثلاث سنوات)، تنتهي في العام 2011، وهو العام ذاته الذي شهد اندلاع عدة ثورات في دول عربية فيما بات يعرف بـ "الربيع العربي" الذي تحول خريف دمر الكثير من المجتمعات العربية وادخلها في دوامة الفوضى.

 

الغريب أن الاتفاقية نصت على شكل التعاون الأمريكي القطري بما يكشف عن عمق التعاون لتخريب المنطقة العربية وتفتيتها لصالح ترسيخ النفوذ الأمريكي على حساب ملايين العرب الذين راحوا ما بين قتيل أو مشرد أو مهجر، وجاءت الاتفاقية في ثمانية بنود، أولها العمل على "تزايد التعاون العسكري بين الطرفين"، و"تزايد التعاون لمحاربة التطرف بالمنطقة"، وهو بند شكلي للتغطية على ما جرى على أرض الواقع هو زيادة الدعم للتطرف في المنطقة، عبر تقديم الدعم الأمريكي لجماعة الإخوان الإرهابية.

 

وجاء البند الثالث تحت عنوان "تنسيق المساعدات المقدمة للدول المتعثرة"، لكن ما جرى هو استخدام واشنطن والدوحة المساعدات لدعم الإرهاب وإضعاف الحكومات العربية، وهو ما عكسه البندان الرابع والخامس بنصهما على "استمرار الحوار الاقتصادي السياسي بين العراق وقطر"، و"مشاركة الجانبين لمعلومات حول إيران"، إذ عملت الدوحة على تقوية علاقاتها بطهران، لتوفير الدعم المباشر للميليشيات المسلحة في العراق.

 

كما أشارت الاتفاقية إلى ضرورة "استمرار التنسيق حول السياسة التحريرية والعملية الإذاعية للجزيرة"، لكي تتبنى أجندة مهاجمة الأنظمة العربية وفتح منابرها للإرهابيين لكي يقوموا ببث خطاب الكراهية والعنف، بينما أشار البند السابع إلى تعزيز الحوار الأمريكي القطري حول حقوق الإنسان، وجعله القضية المحورية في المنطقة لتمرير سياسات الأمريكية في المنطقة، بالتوازي مع غض الطرف عن حقيقة أن قطر المصنفة الثالثة عالميا في الإتجار بالبشر، بينما نص البند الثامن على "تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين".

 

وشرحت الوثيقة أسباب احتياج الإدارة الأمريكية للنظام القطري لتحقيق أجندة مصالح واشنطن في المنطقة العربية، بالحديث عن هشاشة نظام آل حمد الذي وصل إلى الحكم عبر سلسلة من الانقلابات التي جنبت الكثير من آل ثاني، ما يجعل النظام القطري في حاجة إلى الحماية الأمريكية – بحسب قطريليكس-.


فيما نجحت الإمارة الصغيرة في الحصول على دور في المنطقة، عبر إطلاق قناة "الجزيرة" الفضائية، العام 1996، لتصنع مكانة مكتسبة لدويلة قطر على الخريطة الدولية، وهو الأمر الذي سعت الإدارة الأمريكية للاستفادة منه لخدمة أجندتها، إذ تم الدفع بقطر كوسيط في ملفات المنطقة، إبرازها كدولة محورية بالمنطقة، فضلا عن تدعيم العلاقات بين الدوحة وطهران، كما انخرطت قطر في تنفيذ للمصالح الأمريكية عبر استضافة مكتب التعاون التجاري الإسرائيلي في الدوحة، في وقت تدعي قطر دعم حماس وحزب الله.

 

وشهدت العلاقات بين باراك أوباما وأمير قطر حمد بن خليفة زخما في ظل تعهد الأخير بتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة، عبر تقديم الدعم المسلح للجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا، وهي السياسات التخريبية التي دفعت دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين، لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو الماضي، في محاولة عربية أخيرة لمحاصرة الشر القطري.