حمد بن خليفة.. الأمير الذي لم يرشد بعد 18 عاماً من الحكم المطلق

أخبار محلية

حمد بن خليفة
حمد بن خليفة

ثمانية عشر عاماً، هي عدد السنوات التي قضاها الشيخ حمد بن خليفة في حكم قطر، منذ أن طبع على والده قبلة مخادعة، وهو يودّعه في المطار ويقوم بانقلابه الأبيض عليه في 27 يونيو 1995، وقد ارتبط اسمه بكثير من الحوادث الكبرى، وهو راع رسمي لجماعة الإخوان المسلمين، ويجمع بين الشيء ونقيضه، فهو يدعم «حماس» من جهة، ويقيم علاقات تجارية مع «إسرائيل» ويستقبل وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني، ليس ذلك فحسب بل يوجد بدفتر الزيارات في قصره توقيع شيمون بيريز الذي استقبله بحفاوة في الدوحة.


 

وبحسب تقرير لصحيفة "الخليج" فقد ظلت حياة الشيخ حمد كتلة من الأحداث الكبيرة والمؤامرات، ففي عهده بدأت قطر علاقاتها مع «إسرائيل» بعد مؤتمر مدريد، وكان أول لقاء قطري- «إسرائيلي» مع رئيس الحكومة «الإسرائيلي» وقتها شيمون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتاحه المكتب التجاري «الإسرائيلي» في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري ل «إسرائيل»، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في «تل أبيب». وقد حافظ على علاقات ودية مع الكيان، والتقى بوزيرة خارجيته تسيبي ليفني في سبتمبر 2007 في مدينة نيويورك والتي تلتها زيارة ثانية لليفني إلى الدوحة في إبريل 2008، حيث قضت ثلاث ليال تحاضر فيها عن الديمقراطية، والفلسطينيون يعانون الحصار الجائر.


 

ويضيف التقرير أن حمد بن خليفة استغل الثروة الطائلة التي يوفرها مخزون بلاده من النفط والغاز، ليعمل على فرض بلاده راعية لجماعات التطرف، في محاولة للبحث عن نفوذ وهمي والخروج إلى ما وراء حدودها الضيقة الخانقة لطموحات الأمير السابق، حمد بن خليفة، ونجله تميم، فمن «القاعدة» وطالبان مروراً بإيواء عناصر الإخوان، ثم النصرة و«داعش»، أصبحت قطر راعية الشر وممولة للرعب في منطقة الشرق الأوسط.


 

ويشير إلى أن دعم قطر للجماعات الإرهابية لاسيما في سوريا، موثق جيداً، ففي دراسة لمؤسسة «من أجل الدفاع عن الديمقراطيات»، وهو معهد أمريكي يعمل به الكثير من رجال الاستخبارات الأمريكية، تحت عنوان «قطر والإرهاب المالي»، أوضحت أنه على الرغم من ادعاء الدوحة على مدى أكثر من عقد أنها تتعاون في مكافحة الإرهاب، إلا أنها في الحقيقة لم تأخذ أي خطوة تجاه وقف تمويلها لذراع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة.


 

وتؤكد الدراسة أن قطر استطاعت أن تقنع أمريكا بضرورة عدم استهداف جبهة النصرة في الضربات الجوية التي تشنها أمريكا في سوريا، بحجة أن هذه الجماعة تقاتل تنظيم «داعش» وهو الأمر الذي يدعمه ظهور الجولاني على قناة الجزيرة في مقابلة حصرية، ليعلن التخلي ظاهرياً عن نهج القاعدة، وذلك من دون النظر إلى صفقات تبادل الأسرى التي كان يرعاها الشيخ حمد من خلف الستار والتي حصلت من خلالها جبهة النصرة على ملايين الدولارات، فضلاً عن جماعة طالبان التي كانت تحت رعاية خاصة من الأمير الوالد حمد لدرجة أن افتتحت الحركة مكتبها في الدوحة تحت ظل حكم الشيخ حمد. ويعتبر سجل الأمير الجامح الذي تنازل لابنه عن السلطة يحتوي الكثير من الأحداث المزلزلة، منها تعاونه مع معمر القذافي في محاولة لاغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتلك المحاولة هي مثال على حقد حمد على السعودية وبقية دول الخليج، وهو ما يتجلى بوضوح في الأزمة الحالية بأن يدفع ببلاده إلى التغريد خارج السرب العربي عموماً والخليجي خصوصاً، بالوقوف مع جماعات الفوضى والإرهاب وزعزعة الاستقرار.