هل ستكشف زيارة "ترامب" المرتقبة للسعودية نوايا بلاده إتجاه إيران؟

أخبار محلية

ترامب
ترامب

أشار مسؤوليين أمريكيين إلى أن ترامب طلب مناقشة ضم السعودية في أولى جولاته الخارجية منذ أن تولى الرئاسة، حسبما كشف عن ذلك وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، خلال لقائه نظيره السعودي، محمد بن سلمان، 20 أبريل 2017.


وكشفت تصريحات ماتيس أثناء خطابه بن سلمان، اهية العلاقات الأمريكية السعودية، وأن تعكّر الأجواء حيناً لا يعني استمراره، بل يكون توتّراً ضمن إطار عام تم الاتفاق عليه منذ قرابة 85 عاماً، حيث قال في مقرّ وزارة الدفاع السعودية: "نحن لم نترك هذه المنطقة، ومن مصلحتنا أن نرى قطاعات عسكرية واستخبارية قوية في السعودية، ومن ثم ما نستطيع عمله اليوم من شأنه في الحقيقة أن يدفع الباب لزيارة قريبة للرئيس ترامب إلى المملكة"، بحسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية بنشرة ملخّصة عن الزيارة، وصل إلى "الخليج أونلاين" نسخة منها.


وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد رسم خطاً جديداً في تحسين علاقات بلاده بالسعودية منذ الساعات الأولى لتوليه رئاسة البلاد، وهو ما يعزز الاتفاقية التي وُقّعت عام 1933 بين البلدين في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود؛ القائمة على استقلالية القرار، والبحث عن العلاقات التي تحقق مصالح السعودية سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً.


حيثُ أن ترامب، سعى منذُ اللحظات الأولى إلى تأكيد أن تقييمه للأمور يختلف عن سابقه باراك أوباما، خاصةً فيما يتعلق بسياسة واشنطن تجاه حليفتها الرياض، وهو ما انعكس على عدد الغارات التي شنّها الجيش الأمريكي بطائراته دون طيار في اليمن، ومباركته الضمنية لضربات التحالف العربي ضد الانقلاب الحوثي.


وشهد منتجع كامب ديفيد، في يونيو 2015، لقاء أوباما بقادة دول الخليج الست، بينما غاب الملك سلمان عن اللقاء مكتفياً بإرسال ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ليعبّر عن حالة عدم الرضى عن إدارة أوباما بسبب إيران، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن غياب الملك سلمان هو تعبير عن خيبة أمل في البيت الأبيض.

ويؤكد استعداد ترامب، لتوقيع بيع أسلحة وصواريخ موجّهة بدقة إلى السعودية والبحرين، أن الإدارة الأمريكية الجديدة ما زالت تحافظ على إطار العلاقات الأمريكية الخليجية، وأن طبيعة المرحلة التي ستقود خلالها واشنطن تحالفاً قوياً من أجل محاربة الجماعات المسلّحة وتحجيم دور إيران، ما زال بحاجة إلى مزيد من التعاون على الصعيدين الأمني والعسكري.

ويرى المحللون أن هذه الصفقة للحلفاء الرئيسيين في الخليج الذين يواجهون تهديداً من قبل إيران، كما أنها يمكن أن تسهم في المعركة ضد تنظيم الدولة، كما أنه يعتبر تحوّلاً عملياً لقي ترحيباً كبيراً من السعودية، بخلاف الانطباع السلبي إبّان عهد أوباما.


وحسبما نقلته "واشنطن تايمز" عن مصادر أمريكية، في فبراير 2017، فإن إدارة ترامب، ومنذ أن نقلت لها السلطة الفعلية، وقّعت عقود بيع أسلحة للخليج العربي بنحو مليار دولار، بينها صواريخ جو-جو، وقطع غيار طائرات للكويت بمبلغ وصل إلى 400 مليون دولار، وأيضاً مناطيد مراقبة عسكرية للسعودية بمبلغ وصل إلى نحو 500 مليون دولار، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة توقيع المزيد من صفقات بيع الأسلحة الأمريكية للخليج العربي.


ويرى سايمون هندرسون، زميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، أن إدارة ترامب تنظر إلى السعودية "كجزءٍ جوهري من الشرق الأوسط، ودولة مهمة تحظى بعلاقةٍ إيجابيةٍ معها، حتى وإن شهدت هذه العلاقة بعض التوترات. وهذا يتناقض مع إدارة أوباما، لذا يرغبون بجعل ذلك تمييزاً واضحاً"، حسبما نشر موقع بلومبيرغ الأمريكي، في مارس2017.


من جانبها تسعى الرياض، عبر علاقاتها الوطيدة مع واشنطن، إلى تثبيت حضور إقليمي أكبر في مواجهة طهران، خاصةً في ظل ما يعانيه الشرق الأوسط من بؤر أزمات بسبب تنظيمي الدولة والقاعدة.


كما تشترك الدولتان في ضرورة إزاحة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من السلطة، ومن مستقبل سوريا، واتفق ترامب مع الملك سلمان لدى تسلّمه الرئاسة على إقامة مناطق آمنة للسوريين، وهو ما قد يكون أولوية سعودية لدى المباحثات مع ترامب.


كما تسعى المملكة السعودية إلى إنشاء مرفق لسلاحهم البحري في جيبوتي، وهو ما يتيح لهم فرصة أفضل لاستكمال الجهود الأمريكية من أجل الحفاظ على الأمن في البحر الأحمر، لا سيما منذ إعلان إدارة ترامب بأنها ستعمد إلى توسيع الهجمات بالطائرات الأمريكية من دون طيار ضد المقاتلين في الصومال.

ويعتزم ترامب حضور قمة لحلف شمال الأطلسي ببروكسل، في 25 مايو/أيار القادم، والسفر إلى جزيرة صقلية الإيطالية لحضور قمة قادة مجموعة السبع، المقرّرة بين 26 و28 من الشهر نفسه، مع احتمال أن تشمل الزيارة الفاتيكان للاجتماع مع البابا فرنسيس، بحسب ما ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في مؤتمر صحفي، 19 أبريل 2017.


ويذكر أنه في مارس 2017، اجتمع ولي ولي العهد السعودي مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، خلال زيارة وصفها أحد كبار المستشارين السعوديين بأنها "نقطة تحول تاريخية" في العلاقات الأمريكية السعودية.