لماذا انقلب صالح على الخليج رغم ما منحته مبادرة 2011 (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

أرشفية
أرشفية

ينظر كثير من السياسيين والمتابعين إلى الخطوة إلتي أقدم عليها الرئيس السابق علي عبدالله بالتحالف مع الحوثيين، بأنها انقلاب على علاقته مع دول الخليج التي ارتبط معها بتاريخ من العلاقات أثناء حكمه وقدمت مبادرة ساهمت بحل الأزمة في اليمن 2011.

الدعم الخليجي

خلال فترة حكمه، ووفقاً لما يقول سياسيون لـ"اليمن العربي"، كانت دول الخليج الداعم الاول لليمن وخصوصاً المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، رغم بعض الخلافات التي سادت في بعض الفترات السابقة. 

وفي 2011 ومع اندلاع الثورة ضمن الثورات الأخرى في الربيع العربي، تدخلت دول مجلس التعاون الخليجي بتقديم مبادرة سياسية لانتقال سلمي للسلطة في اليمن، ضمنت بموجبه تجنيب اليمن الحرب الأهلية وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك حزب صالح بنصف اعضاءها، كما تضمنت المبادرة بنداً يمنع من الملاحقة القضائية لصالح ومن عملوا معه خلال فترة حكمه. 

كما تعرض صالح في يونيو2011 لتفجير ارهابي أدى إلى إصابته مع عدد من قيادات الدولة في جامع دار الرئاسة، وتم إسعافه إلى السعودية، التي خضع فيها للعلاج، وقدمت دول الخليج العديد من الدعم المالي والسياسي في تلك المرحلة. 

الانقلاب على الخليج

تعتبر ميليشيات الحوثيين بنظر الدول الخليجية جماعة تابعة لإيران التي تدعمها بمختلف اشكال الدعم، وتصرح بالعداء للدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج والمملكة العربية السعودية، ويتبنى الحوثيون شعارات وممارسات تعبر عن توجه إيران لزرع الفوضى في المنطقة، وقد خاض صالح ستة حروب مع الحوثيين لكن كيف عاد للتحالف معهم والانقلاب على علاقته مع الخليج. 

يقول مراقبون لـ"اليمن العربي"، إن الأسباب التي دفعت صالح للتحالف مع الحوثيين اولها سعيه لضرب الأطراف التي ساهمت بالثورة ضده في 2011 ومحاولته دعم الانقلاب على سلطة الرئيس  هادي بواجهة حوثية، بطريقة تتغاقل وتتواطئ خطرهم على اليمن وعلى المنطقة، وربما كان يعتقد أن الأمر تحت السيطرة وأنه يستطيع الانقلاب على الحوثيين، فيما قال الرئيس هادي انه عرض اقامة شراكة مع الحوثي بالحكم بتطبيق نموذج أيراني. 

وفي كلمته الأخيرة أمام شيوخ القبائل، يشرح الرئيس هادي أسباب واهداف الانقلاب قائلاً إنه "انقلاب على الشعب اليمني قاطبة من قبل عصابة باعت نفسها للمشروع الإيراني الذي يريد التحكم في اليمن واستهداف المنطقة كاملاً"، وانقلاب على نضال الحراك الجنوبي السلمي ، والثورة الشبابية السلمية التي قوضت المشروع العائلي وأنهت احلام صالح وأبنائه في تملك اليمن ، وكشفت الاستحواذ والاقصاء والتهميش ، ووضعت بناء اليمن الاتحادي الجديد يمن العدالة و المساواة والشراكة بالسلطة و الثروة  هدفها"، وأنه "انقلاب على المبادرة الخليجية  واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اجمع اليمنيون عليها ووجدو فيها حل كافة مشاكلهم المتراكمة منذ ستين عام وتطلعاتهم لمستقبل آمن و مستقر". 

ويضيف أن الانقلاب أيضاً  "على مسودة الدستور والتي عكست مخرجات الحوار ، ولعل اهم  المضامين التي  دفعتهم للانقلاب عليها: هي إلغاء المركزية  والاستحواذ على السلطة والثروة، وانهاء مرحلة الاقصاء والتهميش، واعتماد التوزيع العادل للسلطة والثروة وإقامة الدولة الاتحادية التي لا يبقى فيها ظالم ولا مظلوم وإرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة وقيم المساواة والعدالة والمواطنة"، بتعير الرئيس.