إخوان اليمن يقتربون من كتابة شهادة وفاتهم بأيديهم (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشتهر جماعة الإخوان، حول العالم، بفروعها المختلفة في الدول العربية، بتنفيذ أجندات معينة ومنظمة بهدف الوصول إلى أهداف محددة داخل كل دولة على حدة.

إبان اندلاع ثورات الربيع العربي، حاول تنظيم الإخوان الدولي استخدام طريقين لا ثالث لهما أولهما كان الفقز على السلطة، ثانيهما كان محاولة تقاسم السلطة مع الأنظمة المختلفة في البلاد التي ضربتها الثورات.

ويستعرض "اليمن العربي" في السطور التالية ما فعله "الإخوان" في بلدان الربيع العربي.

 

الإخوان والاستيلاء على حكم مصر

بعد قيام ثورة 25 يناير في جمهورية مصر العربية ضد نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، خططت جماعة الإخوان للقفز على تلك الثورة الشعبية، حيث بدأت مخططاتها بالنزول إلى الميادين المختلفة عن طريق أعضائها وقياداتها الذين نجحوا في قيادة الشباب وقتها، وقاموا بسرقة الثورة منهم.

"خطوة بخطوة" نجح "الإخوان" في الوصول إلى حكم عن طريق رئيس ما يسمى بحزب الحرية والعدالة محمد مرسي، وسرعان ما خططوا لأخونة الدولة المصرية ومؤسساتها، ولكن ثار الشعب ضدهم في 30 يونيو من عام 2013م.

عقب إسقاط حكمهم حاول "الإخوان" مرارًا وتكرارًا، العودة مرة أخرى إلى الحكم في مصر، عن طريق الاعتصامات المسلحة والتمويلات الخارجية، ولكن كل ذلك لم يُكلل بالنجاح بالنسبة لهم.

في الفترة الحالية انقسمت جماعة الإخوان في مصر إلى فرعين (قيادات شابة – جبهة شيوخ الإخوان بقيادة محمود عزت)، حيث تتميز كل جماعة بفكر مختلف عن الأخرى.

ويتواجد أعضاء تلك العصابة في تركيا والبعض منهم يُقيم في قطر، وذلك عقب هروبهم من مصر، بعد أن طالت الاتهامات كبار قيادات الجماعة بالتخابر والتجسس لصالح دول أخرى، إلى جانب العديد من التُهم الأخرى.

 

الإخوان من الأطماع إلى النهاية في تونس

بعد 14 يناير 2011، انطلق الإخوان المسلمون في تونس من السجون، وكهوفهم السرية، إلى العمل الجهري في الشارع والساحات والمساجد والمواقع الإلكترونية ولجانهم المختصة بهم عبر مواقع التواصل، ومؤسسات الدولة والوزارات التونسية، إلى أن وصلوا إلى رأس الحكومة.

وفاز الإخوان بثقة شعب تونس، وتمكنوا من الوصول لرأس الحكومة، بل واعتقدوا أن الشعب الذي انتخبهم قد أحبّهم بدعوى أنهم يمثلون الأيادي الإسلامية النظيفة التي بعثتها العناية الإلهية للقضاء على القذارة السياسية والأخلاقية التي عثت فسادًا في المجتمع.

وإعمالاً لمنظمة الجماعة في أخونة الدولة كما فعلوا في مصر، حاولوا فعل ذلك في تونس ولكن حدث ما لا يحمد عقباه، مما زاد في توريط حزب النهضة الذراع السياسية لهم، أمام الشعب.

استمرت الأزمة في تونس إلى أن تم انتخاب محمد الباجي قايد السبسي، مُنهيًا أحلام راشد الغنوشي وعصابة الإخوان في السيطرة على مفاصل الدولة التونسية.

 

الإخوان ومحاباة السلطة في اليمن

يلعب حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، دور مشبوه داخل البلاد، وبخاصةً عقب الإعلان عن وجود تحالف له مع جماعة الحوثي الانقلابية، وتوقيع اتفاقيات سلام مع الحوثيين وزعيمهم عبدالملك الحوثي في صعدة.

وتشتهر جماعة الإخوان في اليمن، بانتهاج سياسة الانتهازية وتغليب مصلحتهم الشخصية فوق أي اعتبار واتضح ذلك بالتعاون مع الحوثي وصالح، بعد مساعدتهم في السيطرة على معظم الأراضي اليمنية، بالإضافة إلى العمل على خلخلة صفوف القوات الشرعية، من خلال التأخير في حسم عددًا من المعارك على رأسها معركتي (تعز - صنعاء) على التوالي.

بينما تظهر أبرز المواقف التي تُثبت تناقض الإخوان في اليمن، ومحاباتهم للسلطة، في بداية الوحدة رفضوا الدستور الموقع حينها ثم قاموا بالموافقة عليه بعد أن حققوا مكاسب سياسية بإعلان حزبهم (الإصلاح)، وبعد ذلك شاركوا في الانتخابات البرلمانية في 1993م، ومن ثم أعلنوا تحالفهم مع المؤتمر الشعبي العام.

أبرز المواقف تجلت عندما بحثت قيادات إخوانية عملية مصالحة ثانية مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في نفس الوقت الذي اتهم زعماء "الإصلاح" بمحاولة اغتيال شهيرة تعرض لها في دار الرئاسة بالنهدين في العام 2012.

وفي الفترة الحالية، تقوم الآلة الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح، ببث سموم كاذبة حول دور التحالف العربي في اليمن والدور الذي تلعبه الإمارات، والإيهام بأن "أولاد زايد" يريدون احتلال جزيرة سقطرى، وهو ما تم نفيه فيما بعد من قبل الحكومة الشرعية.

وعلى غرار الجماعة في مصر، اقترب الإخوان في اليمن من كتابة نهايتهم بأيديهم بعد وجود دلائل قوية بالتواطأ مع الانقلابيين الحوثيين في اليمن، ففي المرحلة الحالية ينتظر الجميع كتابة شهادة ميلاد الإخوان في بلد الحضارات.