«عاصفة الحزم» بعد عامين.. لماذا انطلقت.. وماذا حققت؟

أخبار محلية

اليمن العربي

في مثل هذا اليوم منذ عامين بتوقيت حاسم قررت، قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إطلاق "عاصفة الحزم" لدعم الحكومة الشرعية في البلاد وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية التي كانت تحتشد هى وحلفاؤها استعدادا لحملة على الجنوب للتحرك باتجاه لحج وعدن، ومواصلة احتلالهم للمؤسسات الحكومية، والتوسع نحو مناطق جديدة، جاءت "عاصفة الحزم" بطلب من الحكومة الشرعية بعد محاولات متكررة إقليمية ودولية للتوصل إلى حل سلمي يمكن من خلاله إنقاذ البلاد والشعب، إلا أن هذه المساعي فشلت بسبب رفض الانقلابيين وإصرارهم على مواصلة أعمالهم العدوانية.


لماذا بدأت عاصفة الحزم؟


منذ عامان في مثل هذا التاريخ 23 مارس 2015 وجه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ببدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في عند الساعة 12 ليلاً.

وأعلنت عملية "عاصفة الحزم" أن أجواء اليمن منطقة محظورة، ويشارك في العملية 10 دول، من بينها دول الخليج، ورحبت السعودية بمشاركة المجتمع الدولي في العملية التي بدأت بتحقيق أهدافها بعد دقائق من انطلاقها.

بدورها، رحبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة في العملية.

تتمثل الأهداف المعلنة لعملية عاصفة الحزم في استعادة الشرعية للرئيس عبدربه منصور هادي الذي تم اختياره قانونيًّا، وعدم السماح بأي دور للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مستقبل البلاد؛ وانسحاب الميليشيات الحوثيية من الشوارع؛ ونزع سلاح حركة أنصار الله ومن أجل تحقيق هذه الأهداف حشد التحالف كل الآليات المشروعة، وكان ينسِّق مع الأطراف الرئيسة داخل وخارج البلاد من أجل إنقاذ البلاد، وخاصة الرئيس هادي الذي طلب التدخل العسكري لمنع الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من السيطرة على البلاد بالقوة واستعادة الشرعية وإعادة الاستقرار .

 كما نسَّق التحالف مع حركة الإصلاح واللجان الشعبية لإخراج البلاد من أزمتها. ويُعتبر دعم وتقوية سلطة الرئيس هادي أساسيًّا للتحالف لكسب الحرب وتغيير الآليات الاجتماعية والسياسية في البلاد.

 ولم يغفل التحالف الذي تقوده السعودية الغطاء القانوني والشرعي من جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي؛ فقد أقرت الجامعة، في اجتماعها السنوي في شرم الشيخ، شرعية عملية عاصفة الحزم، كما أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2216 تحت الفصل السابع الذي دعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية. وبهذا يكون التحالف قد التزم بالقانون الدولي في العملية العسكرية بالبلاد.

وفي 21 أبريل 2015، أعلنت قيادة التحالف انتهاء "عاصفة الحزم" في اليمن، والبدء بعملية "إعادة الأمل"، بعدما تم تدمير الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة التي تشكّل تهديداً للمواطنين والقوات الشعرعية بجانب أمن المملكة والدول المجاورة، والتي كانت بحوزة مليشيا الحوثي، حسب بيان لوزارة الدفاع السعودية.

 

ماذا حققت

 

◄ سياسيا


يعد أبرز ما حققته عملية "عاصفة الحزم" مدنيا هو تأسيس دولة يمنية من الصفر، حسبما ذكره المتحدث باسمه اللواء أحمد عسيري، حيث قال إن تأسيس جيش يمني منظَّم تمكّن من استعادة العديد من المدن ويطرق حالياً أبواب العاصمة، هو أحد أهم إنجازات التحالف، فضلاً عن وجود رئيس وحكومة تعمل بشكل منتظم من العاصمة المؤقتة عدن، كما أنه أكد استمرار عمليات التحالف إلى "حين إخضاع الانقلابيين الذين لا يفهمون إلا لغة القوة لحل سياسي".

كما أعلن عسيري، أن عاصفة الحزم "حقّقت أكثر من 85% من أهدافها"، مضيفاً أن "الحوثيين لا يملكون نفوذاً إلا في صنعاء وبعض مناطق صعدة (معقل الحوثيين) شمالي البلاد".

وبالتزامن مع عاصفة الحزم، قادت الأمم المتحدة عملية تفاوضية للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب التي خلَّفت ظروفاً إنسانية صعبة، ووضعت 80% من السكان في ظروف طارئة، وأودت بحياة أكثر من 10 آلاف، وفق تقارير أممية.

واحتضنت الكويت مفاوضات الطرفين، التي انتهت عملياً في يونيو 2016؛ بعدما أعلن الحوثيون تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، ضاربين بالجهود الدولية والإقليمية عرض الحائط، ما دفع الحكومة للانسحاب من المفاوضات.

ومع أن القوات الشرعية تمكّنت -بدعم من التحالف- من استعادة السيطرة على عدة مدن هامة، إلا أن عدم تحريرهم للعاصمة صنعاء يبقي على القتال في البلاد؛ إذ إن السيطرة على العاصمة تعني الكثير سياسياً وعسكرياً. لكن هذا لا ينفي حقيقة تراجع الحوثيين أمام القوات الشرعية حتى في معقلهم (صعدة)، رغم ما يتلقّونه من الدعم الإيراني.

 

◄ عسكريا

 

نجحت الحرب الجوية في تدمير قسم كبير من قوة الصواريخ التي كان الحوثيون وصالح يمتلكونها، وألحقت ضرراً كبيراً بالآلة الحربية للحوثيين وصالح، ووفّرت إسناداً جوياً قريباً مؤثراً جداً، وفعالاً للهجمات البرّية، الأمر الذي سمح بنجاحها بكلفة أقل.

أدّت الحرب البرّية لتحرير عدن وتعز، أي المدينتين الثانية والثالثة في اليمن من حيث عدد السكان. كما أن الحملة البرية لم تنتهِ بعد، وهي تعمل على تحرير صنعاء، فضلاً عن السعي لتحرير ميناء الحديدة، بعدما تمكّنت من استعادة ميناء المخا على شواطئ البحر الأحمر، وقد استعادت الحكومة الشرعية السيطرة على حقول النفط والغاز الرئيسية في مأرب وشبوة.


على جانب آخر، نجح الحصار في عرقلة محاولات إيران لإعادة تموين الحوثيين بدرجة كبيرة، وهذا ما تظهره المعدات التي تم احتجازها، كما عزز الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على تزويد قوات الحوثيين وصالح بالسلاح، بحسب معهد واشنطن.

التحالف أعلن مؤخراً إسقاط كافة الصواريخ التي استهدف بها الحوثيون مدن المملكة المتاخمة للبلاد، وكذا بعض الصواريخ التي استهدفت المدن الخاضعة للحكومة الشرعية، في حين بدأت القوات الشرعية التوغل في معقل الحوثيين بصعدة.

ويمكن القول إن اليمن شهد، خلال عامين من عمل التحالف، تحولات ميدانية وسياسية، حيث فرض التحالف عودة الحكومة الشرعية إلى مدينة عدن، في حين تضيق الدائرة كل يوم على الانقلابيين.

فخلال الشهور الثلاثة الماضية، حققت قوات الحكومة تقدماً نوعياً في سياق الحرب الميدانية والعمليات؛ تمثّل في السيطرة على أجزاء واسعة من مديريتي ذوباب والمخا بالساحل الغربي لمحافظة تعز، وهو أمر يتعلق بأبرز منطقتين في الساحل اليمني قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، ما يقلل من إمكانية تهديد الملاحة والسفن التابعة للتحالف في المضيق من قبل الحوثيين وحلفائهم.

غير أن البلاد شهد مؤخراً جموداً سياسياً، تزامن مع تغييرات دولية؛ تمثل أبرزها في مغادرة إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، والتي كانت تتبنى مبادرة للسلام في اليمن، وانحصرت التحركات السياسية أخيراً بجولات مكوكية قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بين العواصم العربية، وبين صنعاء وعدن، للحصول على الخارطة الأممية التي ترفضها حكومة هادي.

ومع ذلك، فإن الحكومة الشرعية باتت مستقرة أكثر من أي وقت، وبات الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، وعدد من قيادات الدولة وأعضاء الحكومة، موجودين باستمرار في مدينة عدن (العاصمة المؤقتة)، منذ نوفمبر 2016، ما يعكس تقدماً في الجانب الأمني والاستقرار السياسي بالمحافظات المحررة.