«الشبح» مصطفي بدر الدين.. لماذا "أُدين" بحياته لصدام حسين؟

أخبار محلية

اليمن العربي

حكمت الحكومة الكويتية على القيادي مصطفي بدر الدين بالإعدام عام 1984 في إطار عملية "الكويت 17 " التي شملت سلسلة من سبعة تفجيرات مُنسَّقة في الكويت أودت بحياة ستة أشخاص وتسببت بجرح ما يقارب تسعين آخرين. أما للبنانيين فمصطفى بدرالدين الذي أعلن "حزب الله" مقتله في غارة جوية إسرائيلية على الحدود اللبنانية - السورية ، هو خصوصاً المتهم الرئيسي الذي يحاكم غيابياً أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

كل ذلك جعل منه "شبحاً" بالنسبة الى كثيرين، بمن فيهم المحكمة الدولية التي توصلت إلى اقتناع بأن بدر الدين هو سامي عيسى "مالك سلسلة من محلات الصاغة والمجوهرات في بيروت، وشقة في جونية مسجلة باسم شخص آخر، ويخت مسجل أيضًا باسم رجل آخر، ويقود سيارة مرسيدس ثمينة، مسجلة هي أيضًا باسم شخص آخر، وشوهد مرارًا في المطاعم والمقاهي مع أصدقائه".


"الكويت 17"


يدين مصطفى بدر الدين بحياته لقرار الزعيم العراقي الراحل صدام حسين غزو الكويت. ففي حينه كان واحداً من المدانين بسلسلة عمليات إرهابية في الكويت والذين حكم عليهم بالاعدام في آذار 1984.

وشملت الأهداف السفارتين الأمريكية والفرنسية، ومطار الكويت، وشركة "رايثيون"، ومنصة البترول لـ "شركة النفط الوطنية الكويتية"، ومحطة كهرباء مملوكة للحكومة. وقد تم إحباط هجوم آخر خارج مكتب للبريد.

وشكلت تلك التفجيرات، بالنسبة إلى ماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين لشؤون الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، بمثابة صدمة للمسؤولين الكويتيين، إلا أنه كان من الممكن أن يكون الدمار أكثر سوءاً لو ربطت القنابل التي استخدمت في ما بات يعرف بعملية "الكويت 17" بالأسلاك بشكل صحي.

في حينه، يضيف ليفيت، حدّ التخطيط السيئ من القدرة التدميرية للهجمات. فقد كانت هناك حافلة تحمل 200 أسطوانة غاز معدة للانفجار في موقع "الشركة الوطنية للبترول"، إلا أنها انفجرت على بعد 150 ياردة من مصفاة نفط وعلى بُعد ياردات قليلة من كومة من المواد الكيميائية القابلة للاشتعال. و"لو تم تخطيط العمليات بمهارة أكبر لربما كان سينجم عنها أيضاً تدمير محطة تحلية المياه الرئيسية في الكويت، الواقعة ضمن المنشآت، الأمر الذي كان سيترك تلك البلاد من دون أي مياه صالحة للشرب تقريباً".

وفي النهاية، سُجِن سبعة عشر إرهابياً مداناً في الكويت، بمن فيهم أعضاء من "حزب الله". وعلى مدار السنوات التالية، نفذ الحزب العديد من الهجمات الإضافية، في الداخل والخارج، سعياً منه لإطلاق سراح أعضاء سُجنوا لقيامهم بتلك التفجيرات.

وأقر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم في حينه أن واقعة "الكويت 17"، "كانت الشرارة الأولى لفكرة الرهائن، عن طريق الضغط لإطلاق سراح أسرى في إسرائيل وأماكن أخرى".

وكان بدر الدين واحداً من أولئك المُدانين الذي حُكم عليه بالإعدام، إذ كان ينشط في الكويت \متخفياً تحت الأسم الحركي المسيحي الياس صعب. وعند صدور الحكم، هدد الحزب بقتل بعض رهائنه في حالة تنفيذه.

ويسود اعتقاد أن خطف رئيس مركز وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي اي اي" في بيروت، وليم بكلي، في ذلك الشهر نفسه، فضلاً عن عمليات خطف أخرى في النصف الثاني من عام 1984، كانت رداً مباشراً على اعتقال مُفجري عملية "الكويت 17" وإصدار أحكام ضدهم.

فعند مناقشة احتمالات إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، أوردت مذكرة صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية أن "مغنية كان يربط دائماً مصير رهائنه الأميركيين بالإفراج عن السبعة عشر إرهابياً شيعياً في الكويت، وليس لدينا أي مؤشرات بأنه غيّر هذا المطلب".


هرب من السجن


وعندما غزا العراق الكويت عام 1991 ، كان بدر الدين لا يزال على قيد الحياة .وبعدما أخلت قوات صدام السجون نجح في الهرب إلى السفارة الإيرانية في الكويت. أوردت تقارير في حينه أن " الحرس الثوري " سهل سفره إلى إيران وعودته إلى لبنان حيث نشط مع مغنية لا في جنوب لبنان فحسب، وإنما أيضاً على جيهات عدة جديدة، بما فيها "الوحدة 1800" التي أسست في تسعينات القرن الماضي لمساعدة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في عملياتها ضد اسرائيل.

وتتهمه اسرائيل بدور في الهجوم على سفارتها في بوينس ايرس عام 1992 وعلى أوتوبيس للسياح الإسرائيليين في بلغاريا العام 2012.

 

اغتياله


اغتيل بدر الدين في سوريا في 13 مايو 2016 وحسب بيانات لـحزب الله فإن الانفجار الذي استهدف أحد المراكز بالقرب من مطار دمشق الدولي ناجم عن قصف مدفعي قامت به جماعات وصفتها بالتكفيرية، في حين نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان إطلاق أي قذيفة صاروخية على مطار دمشق الدولي من طرف المعارضة واعتبر المرصد أن رواية الحزب عارية عن الصحة.