أزمة مطار عدن .. روايات متعددة وأسباب مجهولة (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تضاربت الروايات حول أسباب الأزمة التي شهدها مطار عدن الدولي خلال الأسبوع قبل الماضي، والتي أدت إلى مواجهات متقطعة بين فصائل عسكرية محسوبة على الشرعية من أجنحة مختلفة، تصدرها جناح حزب الإصلاح الذي شارك بثقله الإعلامي للمساهمة في تأجيج هذه الأزمة .


وبالرغم من إنتهاء هذه الأزمة، وتعدد الروايات، إلا أن السبب الحقيقي لها لازال مجهولاً حتى الآن، وحتى الإتفاق الذي أفضى إلى حلها لازال مجهولاً حتى الآن، حيث أستأنف مطار عدن نشاطه الملاحي قبل أيام، بإستقبال ومغادرة العديد من الرحلات الجوية، في وقت تتواصل أعمال التزيين والتشجير والتأهيل للمرافق التابعة له وبما يمكنه من الوصول إلى مرحلة التشغيل الكلي .

وفي السطور التالية يستعرض (اليمن العربي) بعض الروايات التي تمكن من رصدها خلال فترة الأزمة التي أثارت سخط وأستياء المجتمع المحلي في المدينة .

أنباء تسبق الأزمة :

فقبل أيام من بدء الأزمة، نشرت عدد من وسائل الإعلام أنباء تفيد بقيام قائد قوات حماية المطار، "أبو قحطان" بإيقاف الملاحة الجوية ومنع الطائرات من الإقلاع على خلفية تأخر صرف مرتبات أفراده، وهي الرواية التي أكتشف زيفها بعد 24 ساعة بعد إقلاع رحلة كانت متجهة إلى القاهرة .

غير أن هذه الأنباء كانت بداية لأزمة أستمرت أيام، فبعدها إنتشرت قوات عسكرية كبيرة في محيط مطار عدن الدولي، الذي قطعت الطرقات المارة بجانبه الأمر الذي أدى إلى إيقاف الملاحة الجوية بشكل فعلي بإنتظار ما ستسفر عنه الأحداث .

تمرد أبو قحطان 

وأرجعت مصادر عسكرية سبب إنتشار هذه القوات أنذاك إلى تمرد "أبو قحطان" على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، بتغيير قائد قوات حماية المطار، فبدأت إشتباكات متقطعة بين تلك القوات العسكرية وقوات حماية المطار قبل أن تتدخل القوات الإماراتية المتواجدة على أرض المطار لإيقافه وإحتواء الموقف .

رغم ذلك ظل التوتر مسيطراً على المكان وأستمر توافد التعزيزات العسكرية إلى محيط المطار وسط تأجيج إعلامي من قبل نشطاء محسوبون على حزب التجمع اليمني  للإصلاح والذين كانوا يطالبون بسرعة إقتحام المطار وإعتقال أبو قحطان بوصفه متمرداً، متناسين ما قد يتسببه ذلك من تأثيرات على سمعة المطار الذي يحاول إستعادة نشاطه الملاحي بتشجيع الشركات الجوية على تسير رحلاتها إليه .

وبالرغم من هذا التصعيد، إلا أن مصادر (اليمن العربي) أكدت عدم وجود أي توجيهات من الرئيس هادي بتغيير قائد قوات حماية المطار التابعة لقوات الحماية الرئاسية، الأمر الذي ينفي فرضية أن يكون أبو قحطان متمرداً .

شحنة أسلحة من أوكرانيا

في خضم الأزمة، تناقلت وسائل إعلام محلية، خبراً أن سبب أزمة المطار هو شحنة أسلحة أوكرانية وصلت إلى مطار عدن الدولي، تابعة لقوات عسكرية موالية لقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح .

وبحسب تلك الوسائل، فإن القوات المتواجدة في المطار إحتجزت هذه الشحنة الأمر الذي دفع بنشطاء الإصلاح المقربين من الرئيس هادي إلى تأجيج الوضع وإظهار قائد قوات الحماية بصورة المتمرد .

غير أن هذه الرواية نفتها كثير من المصادر العسكرية والرسمية .

إحتواء الأزمة : 

وفي أثناء ذلك، هددت قوات التحالف العربي المتواجدة في المطار بالتعامل مع أي مركبة عسكرية تتحرك في محيطه، وهو ما رفضت الإنصياع له بعض المركبات فتم إستهداف أحداها وإصابة من كانوا عليها بجروح تم نقلهم جميعاً إلى المستشفى لتلقي العلاج .

ومع إستمرار التصعيد والتحريض، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، توجيهات للقوات العسكرية التابعة لألوية الحماية الرئاسية بالإنسحاب من محيط المطار خلال ساعات والعودة إلى ثكناتها وذلك عقب إتفاق بحل المشكلة القائمة بين القيادات العسكرية دون اللجوء الى القوة العسكرية التي ستؤثر على سمعة مطار عدن الدولي .