وزير لبناني: قانون الانتخابات الجديد سيصحح التمثيل المسيحي .. ولا خلاف بين شركاء الحكم

عرب وعالم

وزير الإعلام اللبناني
وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي

أكد وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي أن قانونا جديدا للانتخابات سيبصر النور خلال الأيام المقبلة وسيكون جامعا لنظامي التمثيل "النسبي والأكثري"، مشددا على أن الهدف الأول لهذا القانون هو رفع أي ظلم عن تمثيل أي مكون بالمجتمع اللبناني .

واستبعد الرياشي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أية إمكانية لإجراء الانتخابات التشريعية المقررة قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالية في حزيران/يونيو القادم وفق قانون الانتخابات الحالي والمعروف بـ"قانون الستين". وقال :"خلال العشرة الأيام المقبلة سيكون هناك قانون جديد للانتخابات... ولا داع للتخوف من محاولة البعض تمرير الوقت ومن ثم اللجوء لقانون الستين ... فمن المستحيل العودة لقانون الستين ولا حتى العودة إليه مع تعديلات".

وشدد على أنه "لا ولن توجد مشكلة بين شركاء الحكم اليوم بلبنان كي يراهن أو يعول عليها البعض في أن تكون أملا في إعاقة صدور القانون الجديد، والأمور تجري وفق القواعد المرسومة لها، ولكن نحن فقط نستعين على قضاء حاجاتنا بالكتمان، ولذلك تنتشر شائعات هنا وهناك بأن خلافا ما قد وقع".

وحول ما إذا كان الهدف من قانون الانتخابات الجديد هو تغيير شكل النظام الحالي بتشكيلته الطائفية أم أنه فقط يصحح التمثيل المسيحي، أقر الوزير بأن "القانون الجديد يهدف فعليا لتصحيح التمثيل المسيحي ولا يتجه لإلغاء الطائفية ولا حتى تعديلها"، وقال :"القانون في المرحلة الحالية يصحح التمثيل المسيحي من دون أن يسيء للتمثيل الإسلامي، وفي الوقت نفسه يرفع الظلم عن جميع المكونات اللبنانية".

وأوضح :"القانون يتجه للتعامل مع الطوائف كأمر واقع من الناحية الإيجابية ... فكل شيء بالحياة له نواح إيجابية وأيضا له نواح سلبية".

ورفض الوزير، الذي يشغل منصب رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب القوات اللبنانية، الحديث كثيرا عن تفاصيل القانون الجديد، مكتفيا بالتأكيد على أنه "موحد المعايير بدرجة كبيرة جدا بما يزيل أي هواجس لدى بعض الأطراف التي تتخوف من تهميش دورها حال ظهور هذا القانون. وسيرتكز على قاعدة المختلط، أي الجمع ما بين النسبي والأكثري، وهي ذات القاعدة التي طالب بها حزب القوات اللبنانية منذ ثلاث سنوات تقريبا وأصبحت جميع المكونات اللبنانية تتبناها الآن".

وفيما يتعلق بملف علاقات لبنان بدول المنطقة الكبرى، وتحديدا السعودية وإيران، وتخوف كثير من اللبنانيين من أن تكون بلادهم "ساحة خلفية للحرب الدائرة بينهما بالوكالة في بعض دول الجوار"، قال وزير الإعلام :"الشعب اللبناني لا يريد أن تكون بلاده ساحة حرب لأي أحد ... ولا أعتقد أن السعودية أيضا ترغب في أن يكون لبنان ساحة حرب لها. بالعكس، السعودية دولة صديقة وداعمة للبنان ولا تضمر له أي شر، بل هي لا تريد له إلا كل خير".

ووصف الرياشي علاقات بلاده مع السعودية بـ"الجيدة جدا والتي تتجه للأفضل يوما بعد يوم"، لافتا للزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس ميشال عون للسعودية في كانون ثان/يناير الماضي وأيضا تبادل زيارات المسؤولين من البلدين والتي كان آخرها زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان مؤخرا إلى بيروت والتي أعلن خلالها عن نية بلاده تعيين سفير جديد لها بلبنان، فضلا عن زيادة رحلات شركة الطيران السعودية للبنان بهدف دعم السياحة.

وحول ما إذا كان قد تم التطرق خلال الزيارات المتبادلة إلى قضية عودة الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني، أجاب :"هذا الموضوع سيُناقش بين وزيري دفاع البلدين ... لا أعلم متى تحديدا ... ولكني أعتقد أنه سيناقش في وقت ليس ببعيد".

وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، اكتفى الرياشي بوصفها مجرد "علاقة بين دولة ودولة أخرى".

وأعرب الرياشي عن مشاركته لكثيرين في مخاوفهم المستمرة من أن تؤدي مشاركة حزب الله في الصراع السوري لجر البلاد إلى العديد من الأزمات، وقال :"بالطبع نحن لا نوافق على مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة بسورية، ونعتقد أن هذا الأمر قد يجر ضررا كبيرا علينا وحتى على حزب الله نفسه ... ونحن نعمل على حماية لبنان من أي ضرر نتيجة تلك المشاركة خاصة حمايته من خطر المجموعات الإرهابية".

وفيما يتعلق بالعلاقة مع حزب الله، نفى الرياشي -الذي يوصف بأنه عراب الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه العام الماضي بين القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع والتيار الوطني الحر بقيادة عون وأنهى الخلاف بين ممثلي أكبر مكونين مسيحيين بلبنان- ما يتردد عن تفاوض بين القوات وحزب الله.

وقال :"ليس هناك أي تفاوض بين القوات وحزب الله ...هناك فقط تواصل نيابي ووزاري بيننا بسبب وجودنا معنا في مجلس النواب ومجلس الوزراء ... وليس هناك أي أمر آخر".

وبالرغم من الجهود التي كثفتها روسيا وتركيا وإيران مؤخرا لإنهاء الصراع السوري، أعرب الرياشي عن عدم تفاؤله بإمكانية حل الصراع سياسيا، وإن كان رهن إمكانية ذلك بوجود "قرار وإرادة من قبل الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب للدخول بفاعلية في الملف السوري".

وأوضح :"الحل السياسي سيكون قريبا من التطبيق إذا ما قرر ترامب الدخول إلى الملف السوري من الباب الواسع وبفاعلية ... الأمر يحتاج إلى تدخل حقيقي عبر توافق معين بين الولايات المتحدة وروسيا، وحتى يحدث ذلك فإن ما يجري في سورية هو مسرح العبث، ولا شيء غير ذلك".

وقال إن قوى سورية مختلفة لا تنظر إلا في الخيارات "التي تتطابق مع مصالحها دون أي اكتراث لمصلحة الشعب السوري ".

واستبعد الرياشي حدوث زيادة في أعداد اللاجئين السوريين ببلاده. ولكنه حذر من أن إمكانيات بلاده وبنيتها التحتية قد تعجز في المستقبل عن دعم السوريين، الذي حرص على التأكيد أكثر من مرة على أن وجودهم على الأراضي اللبنانية "مؤقت".

وقال إن بلاده ماضية، قدر استطاعتها، في دعم السوريين "لأن الشعب السوري يعيش مأساة حقيقية ولبنان هو الدولة الجارة الأقرب إليه".

وأكد وجود إرادة لبنانية قوية للمضي في دعم اللاجئين، ولكنه حذر من أن قدره بلاده على المضي في تقديم هذا الدعم تتراجع يوما بعد يوم، وشدد على أن الأمر "يحتاج لدعمنا بشكل كبير جدا من قبل الأمم المتحدة والدول الداعمة".