نقلة نوعية للجامعات اليمنية بالمحافظات المحررة بجهود الشرعية والتحالف (تقرير خاص)

أخبار محلية

جامعة تعز
جامعة تعز

استعادت الجامعات الحكومية نشاطها في المحافظات التي تم تحريرها من مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

واستمرت الحكومة الشرعية في جهودها لإحداث نقلة نوعية في المجال الأكاديمي في (جامعات تعز، عدن، ومأرب.. وغيرها).

وحرصت الحكومة على الاهتمام بالجامعات والتعليم العالي الذي يعد حجر الأساس في التطور الحضاري، وعملت على افتتاح جامعة مأرب، مؤخراً والتي اعتبرت نقلة نوعية.

جامعة مأرب 

وعملت الحكومة على اعتماد 153 مليون ريال شهرياً موازنة تشغيلية للكليات القائمة حتى استكمال إنشاء جامعة مأرب واعتماد موازنتها.

وكان رئيس الوزراء وضع حجر الأساس لإنشاء جامعة مأرب التي ظلت حلماً يراود ابناء مأرب وحاجة ملحة لدفع عجلة التنمية والاستفادة المثلى من الموارد التي تمتلكها المحافظة وأقليم سبأ بشكل عام.

وستشكل جامعة مأرب خطوة متقدمة في مسيرة النمو والتنمية وحلقة أساسية من حلقات التطوير والتعليم في سائر أقليم سبأ لفتح الآفاق المستقبلية لأبنائه في التعليم والتنوير والكفاءة والاقتدار، والحصول على فرص عمل مناسبة.

وقال أحد الصحفيين لـ"اليمن العربي"، إن جامعة مأرب لديها فائض في الأساتذة بعد نزوحهم من صنعاء وذمار وعمران وتعز إلى مأرب.


التخلص من الفساد في جامعة عدن


كما بذلت الحكومة والسلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن، بخصوص الفساد في جامعة عدن والتخلص منه وكذا استمعت خلال الفترة الماضية من الأكاديميين إلى الاهمال ومن تفشي لمظاهر الفساد والتجهيل المتعمد والممنهج، الذي تسببت فيها وما زالت تفعل ذلك القيادات الحالية الموالية للحوثي وصالح والمحسوبين سياسيا وأكاديميا على رموز الفساد والاستبداد لرئيس الجامعة السابق. 

وقدمت الهيئة الأكاديمية الجنوبية للمحافظ رسالة تتضمن مقترحها بشأن تعيين رئيس للجامعة وفقا للوائح الأكاديمية لجامعة عدن، بالإضافة إلى ملف يحتوي على بعض من الكشوفات الخاصة بتوقيعات أعضاء الهيئة التعليمية الأساسية والمساعدة بكليات جامعة عدن، الداعمين والمؤيدين لمقترح الهيئة الأكاديمية بتعيين أحد الأساتذة الأكفاء والمشهود لكل منهم بالنزاهة والجدارة العلمية والأكاديمية والإدارية، والسمعة والمكانة المحترمة بين منتسبي الجامعة.


تسهيلات بجامعة تعز 

وفي محافظة تعز، أعلنت رئاسة الجامعة، في 14 يوليو/ تموزمن العام الماضي، استئناف العملية التعليمية، وتنشيط مرافق وكليات الجامعة في منطقة حبيل سلمان غربي المدينة، إثر استعادة مباني الجامعة من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، في منتصف مارس/آذار من هذا العام، وبعد أن تحوّلت الجامعة إلى ثكنة عسكرية لقصف المدنيين في مناطق مختلفة من مدينة تعز.

وذكر أن رئاسة الجامعة، في تصريحات - رصدها "اليمن العربي"،  قدمت تسهيلات من خلال العديد من الآليات التي تضمن وصول المعلومات للطالب بغض النظر عن المكان الذي يتواجد فيه، حيث تم استحداث مراكز تعليمية داخل وخارج محافظة تعز، كما تم تفعيل عملية التواصل التعليمي عبر إنشاء مجموعات تضم الطلاب مع مدرس المقرر الدراسي، بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تسجيل المحاضرات عبر برامج مخصصة لهذا الغرض بهدف نشرها على جميع الطلبة، وتم أيضا فتح قنوات في موقع يوتيوب، بما يضمن نشر المحاضرات والفيديوهات وعرضها على الطلبة بشكل متزامن مع إعطائها للطلاب في المركز الرئيسي.

وأضاف: "تم تدشين اختبارات معظم كليات الجامعة، عبر إنشاء خمسة مراكز امتحان في المناطق التي نزح إليها الطلبة، وبحسب استمارات الحصر التي قامت به الجامعة مسبقاً، وتستقبل تلك المراكز الطلبة النازحين مراعاة للوضع الذي تعيشه مدينة تعز حاليا".

ودشنت معظم كليات جامعة تعز، مرحلة القبول والتسجيل للعام الدراسي الجديد، وبدأت اختبارات القبول في كلية الطب والعلوم الصحية، حيث بلغ عدد الطلبة الملتحقين في مركز حبيل سلمان 528 طالب وطالبة، وبلغ عدد الطلبة في مركز الحوبان 580 طالبا وطالبة، وسيتم الإعلان عن نتائج المفاضلة في تاريخ 30 يوليو/تموز.

وتضم جامعة تعز حاليا ما يزيد عن 30 ألف طالب، وتشكل الإناث النسبة الأكبر من الطلاب حيث تصل نسبتهم إلى 70 في المائة.


جهود الشرعية والتحالف بالجامعات 


عن جهود الشرعية والتحالف في بعض الجامعات المحررة يقول أحد الأكاديميين لـ"اليمن العربي"، - فضل عدم الكشف عن اسمه -: "كلنا ندرك أن الجامعات في مناطق الجنوب المحررة خضعت لسلطة تنظيمات إرهابية عقب تحريرها من مسلحي جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح".


وأضاف: "اتجه التحالف لمحاربة التنظيمات الإرهابية في تلك المحافظات، ونجح، خلال أيام، في إخراج عناصر تلك التنظيمات منها.. هذا العمل صب في صالح الجامعات في تلك المناطق وفي صالح التعليم".

وتابع: "أيضا دعم التحالف المالي للحكومة الشرعية ساعد الجامعات في المحافظات المحررة على تجاوز مشاكل الجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين".

واختتم: "نلاحظ أن الهوة اتسعت بين الانقلابيين وبين الأكاديميين، وهو ما انعكس سلبا على العملية التعليمية".


استعادة النشاط في الجامعات 


من جانبه، يقول ناشط مهتم في المجال التعليمي لـ"اليمن العربي"،: "على الرغم من الانهيار الذي تركته الحرب في الجامعات والعملية التعليمية بعموم اليمن، إلا أن الجامعات الحكومية سرعان ما استعادت نشاطها".

وأضاف: "فجامعة عدن تشهد أنشطة وفعاليات شبه يومية مع استمرار العملية التعليمية رغم التقلبات الأمنية والسياسية، وقد شهدنا دعماً خليجياً في هذا الجانب، حيث عمل الهلال الأحمر الإماراتي وكذلك الهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة على دعم احتياجات الجامعة، ومن ذلك عقد رئيس جامعة عدن د. الخضر لصور اجتماعاً مع ممثل الهلال الأحمر الإماراتي لبحث احتياجات الجامعة".

وقال: "وبشكل عام تواصل الجامعات العملية الأكاديمية في ظل أصعب الظروف، ولعل الاستمرار ومقاومة الانهيار التي رافقت مؤسسات حكومية أخرى يعد انجازاً بحد ذاته، فيما هناك نشاط أكاديمي ملحوظ في مأرب، التي احتضنت كلية التربية فيها أساتذة نازحين من مناطق سيطرة الانقلابيين".

واختتم: "ويبدو واضحاً أن الجامعات في المناطق المحررة، برغم كل المشاكل القديمة والجديدة، لا تعاني من مشاكل تعانيها الجامعات الواقعة بمناطق سيطرة الحوثيين، والذين يحاولون فرض أجندتهم ويتدخلون بالعملية الأكاديمية سواء بفرض مشرفين أو حتى إضافة مواد تتضمن الأفكار التي تروج لها الجماعة".



تقييم الوضع الأكاديمي



ويرى أحد الأكاديميين في تصريح - رفض الكشف عن اسمه - لـ"اليمن العربي"، بأن "الجانب الأكاديمي في المناطق المحررة هو كباقي الجوانب، يتأثر سلبا أو إيجابا بشكل الوضع العام".

وقال: "وإذا أردنا أن نقيم الوضع العام في المناطق المحررة خلال الأشهر الأخيرة فسنقول إنه جيد جدا، إن لم يكن ممتازا".

وتابع: "والتقييم للوضع العام هو تقييم ضمني للجانب الأكاديمي والجانب المعيشي والجانب الأمني وغيرها".

ومضى قائلاً: "لكننا نتمنى أن تولي الحكومة الشرعية هذا الجانب مزيدا من الاهتمام، لأهميته ولدوره المباشر في رسم شكل المستقبل".