ماذا وراء زيارة أندرو ميتشل لصنعاء وهل التقى بعبد الملك الحوثي؟

أخبار محلية

أندرو ميتشل
أندرو ميتشل

اليمن العربي-متابعة خاصة 

ما تزال زيارة عضو العموم البريطاني إلى صنعاء يلفها الغموض وسط تكهنات أنها جاءت لبحث أبعاد سياسية وإنسانية.

وتصدرت الزيارة النادرة التي يقوم بها عضو مجلس العموم البريطاني، أندرو ميتشل، إلى اليمن، اهتمامات المواطنين خلال اليومين الماضيين، مع زيارته معاقل جماعة أنصار الله (الحوثيين) في محافظة صعدة شمالي البلاد، حيث يعد ميتشل أول مسؤول غربي، من خارج الأمم المتحدة، يزور العاصمة صنعاء، ومحافظات يسيطر عليها الانقلابيون منذ بدء عمليات التحالف في مارس 2015.

وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء، لـ"العربي الجديد"، أن أندرو ميتشل، وهو وزير سابق، زار محافظة صعدة، التي تعد معقل الحوثيين الحصين، وسط أنباء لم يتسنَّ التأكد منها، تفيد بأن ميتشل التقى بزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، الذي لم يغادر صعدة منذ نحو عشر سنوات.

وكان ميتشل وصل إلى صنعاء، الاثنين الماضي، برفقة رئيس وفد الحوثيين المفاوض، محمد عبد السلام، ومدير مكتب زعيم الجماعة، مهدي المشاط، والقيادي البارز حمزة الحوثي الذي يتواجد خارج البلاد منذ أكثر من شهرين. وأوضحت مصادر يمنية متواجدة في العاصمة العُمانية مسقط، لـ"العربي الجديد"، أن الوفد انتقل على متن طائرة عُمانية تحمل عدداً محدوداً من الركاب (ثمانية تقريباً)، بعد أن حصلت على تصريح من دول التحالف، في ظل استمرار إغلاق مطار صنعاء منذ أغسطس الماضي.


وفي صنعاء، عقد النائب البريطاني لقاءات شملت وزير الخارجية في حكومة الانقلابيين، هشام شرف، ونائب رئيس مجلس النواب اليمني، ناصر محمد باجيل، ورئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي" المؤلف بالشراكة بين طرفي الانقلاب، صالح الصماد، ووزير الصحة العامة والسكان، محمد سالم بن حفيظ.

 وأشار ميتشل، خلال اللقاءات، إلى أنه سيعرض أمام البرلمان البريطاني الحقائق التي لمسها في زيارته الميدانية، والأفكار التي "يمكن أن يتحقق عبرها السلام الشامل والدائم في اليمن".

ومع البعد السياسي الذي أخذته الزيارة، اضطر سفير اليمن في لندن، ياسين سعيد نعمان، إلى إصدار توضيح حولها، وقال إن "استثمار الزيارات المتعلقة بالشؤون الإنسانية من قبل الانقلابيين، لا يدل على شيء أكثر من أنهم يمارسون نفس السلوك الذي تعودوا عليه في استثمار نتائج الكارثة التي تسببوا بها في تسويق انقلابهم".

 وأضاف نعمان، على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، إن "مجلس العموم البريطاني ناقش أكثر من مرة الوضع الإنساني في اليمن، وتابع عبر المنظمات الإنسانية وعن قرب هذا الوضع، ورصدت الحكومة البريطانية نحو مائة مليون جنيه للإغاثة الإنسانية، وكلفت الجهة المختصة في البرلمان دراسة الوضع ميدانياً للتحري عن إمكانية تحسين مساهمتها في هذا الجانب. ولهذا الغرض يقوم عضو البرلمان أندرو ميتشل بزيارة كل من صنعاء وعدن هذه الأيام في مهمة إنسانية لمعرفة الحاجة لمزيد من الإغاثة، وهذا ما أبلغنا به قبل سفره".

ويعد ميتشل أول مسؤول غربي تقريباً يزور اليمن منذ إغلاق غالبية الدول سفاراتها في صنعاء في فبراير2015، حيث بقيت الزيارات الخارجية إلى صنعاء محصورة بمسؤولي الأمم المتحدة، ومبعوثها إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالإضافة إلى دبلوماسيين روس.


 ولكون زيارة ميتشل، وهو وزير سابق للتنمية الدولية في الحكومة البريطانية، غير مسبوقة منذ بدء الحرب، وجاءت بالتزامن مع بدء المبعوث الأممي جولة جديدة في المنطقة دشنها من السعودية، فقد لاقت اهتماماً في الأوساط اليمنية، واكتسبت أبعاداً سياسية، خصوصاً مع أهمية دور بلاده، التي تمسك بملف اليمن في مجلس الأمن، وتصاعد أنشطتها الدبلوماسية في المنطقة أخيراً.


" ويعد أندرو ميتشل، من السياسيين البريطانيين المهتمين باليمن، حيث تستعين به وسائل إعلام بريطانية لأخذ تصريحات عن البلد. وكتب، في أكتوبر 2015، مقالاً في صحيفة "ذا غارديان"، استعرض فيه رؤيته للأزمة في اليمن وتدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة الحرب، معتبراً أن الصمت تجاه ما تشهده البلاد من أزمة إنسانية ومجاعة، يعتبر تورطاً. 

وفي ديسمبر 2016، ذكرت منظمة العفو الدولية أن ذخيرة عنقودية بريطانية الصنع استخدمت من قبل التحالف في اليمن، بين ديسمبر 2015 ويناير 2016.